تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية اجتماعية يتم من خلالها بناء الفرد بناءا اجتماعيا عبر عمليات التشكيل الاجتماعي التي يتلقاها من مختلف المؤسسات الاجتماعية التي تحتضنه، ومن المحيط الذي ينبثق عن طريق التفاعل الاجتماعي، ويتم خلال
هذه العملية نقل قيم وثقافة وطرق حياة المجتمع، أو يحدث العكس. وفي هذا المقال سوف نتطرق إلى عملية التنشئة الاجتماعية التي تعتبر عملية موجهة، يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل الاجتماعي، المعايير و الاتجاهات النفسية، وهي عملية متواصلة نتيجة للعلاقات التي تتكون في الجماعات الأولية كالأسرة و المدرسة و المجتمع التي يستنبط منها مختلف العناصر الثقافية كالمعاير و القيم و الممارسات الاجتماعية المختلفة التي تتميز بها جماعته, وهذا ما يسمح له بتشكيل شخصيته الاجتماعية الخاصة, وبتكيفه مع الجماعة التي يعيش ضمنها، بفضل هذه السيرورة يتم إدماج بعض الملامح الثقافية في شخصية أفراد مجتمع ما , هذا الإدماج الذي ينتج بصفة طبيعية ولاشعورية التجانس و التوافق مع الوسط الاجتماعي، و عليه فإن الأسرة تكسب الفرد المعايير العامة التي تفرضها ثقافة المجتمع و مبادئه في شكل قيم و اتجاهات، فتتكون لدى الفرد مبادئ التمييز بين العمل المرغوب و غيره، و في مقابل ذلك جنوح الأسرة عن مسؤوليتها الاجتماعية و تبنيها الأساليب الخاطئة في التطبيع الاجتماعي تدفع بالفرد بالتوجه نحو السلوكات الانحرافية وخاصة المتمثلة في التوجه نحو الشعوذة سواء كان بالامتهان أو بالتردد، فعامل التنشئة الاجتماعية هنا يكون أقوى من عامل التعليم،
نظ ا ر لما ينطوي على التنشئة من أساليب ترسخ في توجهاته، وتحدد منطلقاته . ومن هذا نطرح التساؤل التالي:
كيف تساهم التنشئة الاجتماعية في التوجه نحو السلوك الانحرافي المتمثل في
الشعوذة ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/07/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سعاد طعبة
المصدر : مجلة تطوير العلوم الاجتماعية Volume 8, Numéro 2, Pages 98-118 2015-12-01