الجزائر

"التنسيق مع الجزائر مفتاح أزمة تونس الأمنية"




قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن الأزمة الليبية أخلطت الأوراق الأمنية في دول الجوار، حيث تتخوف تلك البلدان من تعرضها لهجمات جراء تهريب الأسلحة، وتسلل الإرهابيين إليها. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "التنسيق الأمني والعسكري مع الجزائر يظل أفضل خيار لمواجهة تداعيات الاضطرابات الأمنية في تونس" وتابعت أن "التجربة التي اكتسبتها الجزائر في مواجهة الآلة الإرهابية خلال العشرية السوداء يمكنها أن تكون منطلقا داعما لتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية والجيش التونسي في محاربة التطرف والإرهاب الأعمى". وأوضحت الصحيفة الأمريكية "إن أطرافا عدة تعتبر أن الوضع بات يتطلب الاستنفار، فلم تكن العمليات الإرهابية التي تمت مؤخراً استعراضاً عضلياً للجماعات المتطرفة على التراب التونسي كما ذهب محللون، بل هي أعمق من ذلك، وتمثل تحولاً كبيراً في إستراتيجية الإرهاب، وتمهيداً لمرحلة أكثر جرأة وخطورة". وكشف المصدر أن "قوات الجيش التونسي تمكنت من الكشف عن مخازن للأسلحة الحربية والذخيرة والمواد المتفجرة وعن بعض التنظيمات الإرهابية علاوة على القضاء على عدد من الإرهابيين واعتقال عدد منهم خصوصا في جبال القصرين و«الكاف" و«جندوبة" التي تتخذ منها منطلقا لنشاطاتها الإرهابية". وتحدثت بالتفصيل عما قالت إنه "نشاط أمني استباقي لقوات الأمن والجيش التونسيين مكن من منع العديد من العمليات الإرهابية سواء كانت تفجيرات أو اغتيالات، فضلا عن كشف وتفكيك خلايا إرهابية نائمة داخل التراب التونسي وخلايا أخرى منخرطة في شبكات التسفير للانضمام إلى مجموعات إرهابية دولية". وفرض استهداف الأهداف الرخوة، كالمتاحف وتجمعات السياح، على السلطات التونسية نشر أفراد الأمن بشكل مكثف في معظم أنحاء البلاد.وانطلقت أعمال العنف في تونس عقب الثورة بفترة قصيرة، أولها المظاهرات أمام السفارة الأميركية عام 2012. وانطلقت، في العام التالي، هجمات ضد قوى الأمن، فقطع الإرهابيون رؤوس 10 جنود، وقتلوا 14 آخرين في كمين، لتبلغ أعمال العنف ذروتها العام الحالي بهجوم على متحف باردو راح ضحيته 22 شخصا، كما أردى مسلح في جوان 38 سائحا. ودفعت الإستراتيجية الجديدة للإرهاب الحكومة إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد منذ الرابع من جويلية الماضي، إلى جانب محاولة رفع تأهيل مكافحة الإرهاب وقوات الأمن الخاصة عبر مشروع تدريب في الولايات المتحدة وزيادة في الحوافز المادية ورفع الروح المعنوية. لكن أجهزة الأمن التي عانت من سوء في التدريب الإدارة لوقت طويل مازالت غير قادرة على مواجهة التحدي الأمني للإرهاب، بحسب منتقدي الحكومة، مع زيادة أعداد الشباب الذين يلتحقون بالمتطرفين في ليبيا، ثم يعودون قنابل موقوتة، واستمرار الفقر والحاجة في مناطق عدة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)