الجزائر

التماس عام وعامين سجنا نافذا للمتهمين في وفاة المرأة الحامل وجنينها بالجلفة



التماس عام وعامين سجنا نافذا للمتهمين في وفاة المرأة الحامل وجنينها بالجلفة
التمست النيابة العامة لدى محكمة الجنح بعين وسارة في الجلفة، الأربعاء، في قضية وفاة المرأة الحامل وجنينها، عامين حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 ألف دج في حق الطبيبة المختصة المتابعة في القضية وسنة حبسا نافذا وغرامة مالية ب100 ألف دج في حق باقي المتهمين المحبوسين، ويتعلق الأمر بثلاث قابلات ومدير مناوبة ومراقب طبي، كما التمست النيابة تسليط عقوبة شهرين حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة 20 ألف دج في حق القائم على مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين وسارة، وتم تحديد تاريخ 27 سبتمبر الجاري للنطق بالحكم في القضية .
محاكمة لمدة 6 ساعات كاملة ثم تأجيل
أجلت قبل أسبوع، محكمة الجنح لعين وسارة النظر في قضية المتهمين في وفاة المرأة الحامل وجنينها، وهم ثلاث قابلات يعملن بمستشفيات عين وسارة وحاسي بحبح والجلفة وطبيبة مختصة في أمراض النساء والتوليد تعمل بمستشفى عين وسارة ومراقب طبي ومدير مناوب يعملان بمستشفى حاسي بحبح، بعد إيداعهم الحبس عن تهم عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر والقتل الخطأ المفضي للوفاة عن غير قصد والتزوير واستعمال المزور، وكانت محاكمة المتهمين في القضية قد انطلقت، أين تم سماع عدد من الشهود منذ الساعة العاشرة صباحا، قبل انسحاب زوج الضحية ودفاعه بعد رفض هيئة محكمة عين وسارة في بداية الأمر طلب التأجيل الذي تقدم به دفاع المدعي بحجة عدم توفر المدة الكافية للإطلاع على ملف القضية وتواصل الاستماع للمتهمين وعدد من الشهود إلى غاية الرابعة مساء أين طلبت النيابة تأجيل المحاكمة إلى الأسبوع المقبل وهم ما تم بالفعل.
دفاع المتهمين: "وضعية الجنين والحالة التي وصلت عليها الضحية إلى مستشفى عين وسارة يطرح أكثر من سؤال "
وضمن مرافعات محامي المتهمين بمتابعات قضائية والتي منها ما يتعلق التزوير في شهادة مرضية كما هو الحال للطبيبة المختصة بمستشفى عين وسارة وكذا تهمة عدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر التي توبع فيها الموقوفون الآخرون، قدموا كل ما من شأنه تبرئة ساحة موكليهم من التهم المنسوبة إليهم، معتبرين موكليهم إطارات وليسوا بمسبوقين أو مجرمين ولم يخرجوا من منازلهم من أجل زهق الأرواح، بل يبذلون قصارى جهدهم من أجل زرع الحياة وتوليد الأمهات رغم ما يعانونه من جهد مضاعف وفي محيط لا يقدر عليه أحد، ومن ضمن حجج محامي الدفاع التي قدموها لهيئة العدالة أن القابلات اللواتي لا يعرفن بعضهن لم يتفقن مسبقا على التوقيت التقريبي للوضع الذي لا يزال أمام الضحية المتوفاة، غير أن أهلها للأسف لم يستمعوا للتوجيهات وأن الضحية عانت التنقلات بدل بقائها في منزلها وانتظار المخاض والألم، إضافة إلى أن وضعية الجنين الذي وجد داخل السيارة من طرف الطبيب الذي تتبع قطرات الدم، الشيء الذي يبعث بأمر مبهم ليس بالمنطقي من حيث وضعية سقوطه من داخل الرحم، وهو ما لا يتصوره لا العقل ولا المنطق بالنظر لوضعية الجلوس للمرأة الحامل التي لا تسمح بذلك، وقال محامو المتهمين ممن هم تحت إجراء الرقابة القضائية أن موكليهم كما هو الحال للمناوب بمستشفى الجلفة كان يعمل ضمن مهامه وكان يحول الأسرة، وفي نفس الوقت كانت هناك قضية يتابعها عن قرب تتعلق باعتداء جنسي .

دفاع الضحية: "الحامل وجنينها راحا ضحية الإهمال والتهرب من المسؤوليات"
أكد دفاع الضحية أثناء مرافعته بأنها تنقلت إلى الطبيبة التي تتابع عندها العلاج والتي أكدت لها أن حالتها وحالة جنينها جيدة وأن وقت المخاض قريب، وانتقلت بعد ذلك إلى مستشفى عين وسارة، إلا أن القابلة رفضت التكفل بها بحجة أن ولادتها الأولى تستدعي تواجد الطبيبة الأخصائية في أمراض النساء والتوليد والتي كانت غائبة يومها، معتبرين ذلك تهربا من المسؤولية، وانتقلت إلى مستشفى حاسي بحبح إلا أن القابلة رفضت التكفل بها بالرغم من تواجد الطبيب الأخصائي في أمراض النساء والتوليد وتوفر جميع الإمكانيات بحجة أن موعد المخاض بقي عليه أكثر من سبع ساعات، لتنتقل بعدها إلى مستشفى الطفل والأم بالجلفة أين تم فحصها من طرف القابلة دون السماح لها بالمكوث داخل مصلحة التوليد بحجة أن الموعد بقي عليه حوالي 12 ساعة، وذهب دفاع الضحية إلى تصريح رئيسة قسم الولادة بمستشفى الأم والطفل والتي أكدت بأنه يتم الاحتفاظ بأي حامل إذا كانت ولادتها الأولى إذا بقيت 12 ساعة على ولادتها والاحتفاظ بالحامل داخل المصلحة إذا بقيت على ولادتها 6 ساعات، إلا أن القابلتين العاملتين بكل من مستشفى حاسي بحبح والجلفة رفضتا الاحتفاظ بالضحية رغم أن حالتها كانت في سيلان غزير، وهو ما أجبر أهل الضحية على العودة بها إلى عين وسارة قبل أن تضع مولودتها ميتة بالقرب من محطة الخدمات البترولية "طيبة" وتصاب بنزيف داخلي استدعى إخضاعها لعملية جراحية واستئصال رحمها، قبل أن تدخل في غيبوبة فارقت على إثرها الحياة.
دفاع الضحية أكد بخصوص التوقيت الذي بقيت فيه في الطريق من الجلفة إلى عين وسارة والذي كان محل شك بأن سجل المكالمات حدد زمان ومكان تواجد الضحية رفقة أهلها في آخر مكالمة أجروها بعاصمة الولاية بحي الوئام في حدود الساعة الثانية والنصف، بعدها بساعتين وضعت مولودتها ووصلت إلى مستشفى عين وسارة.

القابلات الثلاث: "حالة الضحية كانت جيدة ووقت المخاض لا يزال بعيدا "
وأثناء استجوابهم، نفى المتهمون رفضهم التكفل بالضحية وعدم تقديم المساعدة لها، حيث صرحت القابلة العاملة بمستشفى عين وسارة بأنها قامت بفحص الضحية فور قدومها إلى مصلحة طب النساء والتوليد قبل تحويلها إلى طبيب الاستعجالات في ظل عدم تواجد الطبيب الأخصائي في أمراض النساء والتوليد بالنظر إلى ولادتها الأولى بعد ما تأكدت بأن موعد المخاض لا يزال بعيدا، كما صرحت القابلة العاملة بمستشفى حاسي بحبح رفقة الطبيب المناوب بأنه تم إعادة فحص الضحية والتأكد من أن حالتها لا تستدعي المكوث بالمستشفى، كون موعد المخاض لم يحن بعد، ونفت القابلة العاملة بمستشفى الجلفة أن تكون قد رفضت التكفل بالضحية بدليل فحصها والتأكد مرة أخرى من أن المخاض لم يحن وقته بعد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)