الجزائر

التلفزيون خطر على.. الحكومة



 لم يعد بالإمكان اليوم إخفاء الأخبار أو التكتم عليها. لقد أحدثت تكنولوجيات الاتصال الحديثة ثورة غير مسبوقة في نقل المعلومة، بالصورة والصوت أيضا. تأكد ذلك في ثورة الشعب المصري على نظام مبارك، حيث تمكن شباب وراء أجهزة الكمبيوتر، من تحطيم جدار الكذب والدعاية البائسة، التي كان ينشرها الإعلام الرسمي في مصر.
لقد أفلست فعلا، ونهائيا، أساليب الغلق الإعلامي والتعتيم، الذي دأبت عليه الحكومات العربية الاستبدادية، والتي تعيش على رأي واحد ونظرة واحدة، وسلطة واحدة. الحكومات، التي تتهم المعارضة دائما بالعمالة للخارج، وتهديد المصالح العليا للوطن، وتحتكر الوطنية وخدمة الصالح العام.
من غير المعقول أن تصر الحكومة في الجزائر، بعد هذا الذي تراه، على احتكار التلفزيون العمومي، الذي تدفع مخصصاته من اشتراكات المواطنين. وهل تعتقد الحكومة أن الجزائريين يشاهدون نشرات الأخبار البائسة التي يبثها التلفزيون العمومي؟
وهل يصدق الجزائريون كلمة واحدة تأتي على لسان تلك الوجوه الصدئة، وهم يعيشون في بحر من المعلومات والأخبار تتدفق من كل حدب وصوب؟ لا أعتقد لحظة واحدة أن جزائريا عاقلا ينتبه إلى ما يأتي في التلفزيون الجزائري، أو يعيره أدنى اهتمام. فالقائمون عليه والعاملون به لا يقدرون حتى على الدعاية بقواعدها الصحيحة.
والغريب أن أسلوب الاحتكار والغلق الإعلامي، الذي تمارسه الحكومة، لا يخدمها مطلقا، بل إنه يزيد من عزلتها عن الشعب، ويعطي المعارضة بكل أطيافها مبررات إضافية للوجود والانتشار، ومع ذلك فهي متمسكة به. إنه إصرار مرضي على الخطأ.
وأمام هذا الوضع، لا يستبعد أن يؤدي هذا التلفزيون نفسه إلى تفجير الشارع في وجه الحكومة، لأنه مصدر استفزاز دائم، بما ينشره من خواء. وهو أيضا يستخف بعقول الجزائريين في عصر تكنولوجيات الاتصال الحديثة. فهل يدرك القائمون على هذا الجهاز خطورة الأمر؟


rouaba@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)