الجزائر

التكوين المهني.. "فوبيا" المطرودين من المدارس



التكوين المهني..
500 ألف تلميذ جزائري يغادرون مقاعد الدراسة سنويا.. فيتفرقون بين الشارع ومراكز التكوين. وهو بحسب بعض المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس، وخبراء قطاع التربية، كفيل بأن يخلق عشرات المشاكل التي نحن في غنى عنها، مع ما يهدد المنظومة الاجتماعية بآفات متعددة.وفي ظل المشاكل العائلية، وتخلي الكثير من الأولياء عن دورهم، إلى جانب توسع الهوة بين التلميذ والمدرس، وتصاعد العنف المدرسي، يرى هؤلاء المختصون أنه أصبح من الضروري الاهتمام بالمتابعة النفسية للتلميذ، حيث أكد الدكتور محمد حامق، أستاذ علم النفس بجامعة تيارت، أن الكثير من المدارس الابتدائية تفتقر إلى أطباء نفسانيين، وإن تكفل طبيب واحد ب20 مؤسسة تعليمية للاستماع إلى 1000 تلميذ، أمر لا يمكن تجاهله اليوم، خاصة أن "فوبيا" الذهاب إلى المدرسة، انتشرت في الآونة الأخيرة نظرا إلى حالات العنف المدرسي.

التوجيه إلى مراكز التكوين.. بين الصدمة ونقص الاحترافية
من جهة أخرى، يعيش التلميذ الذي يفشل في مواصلة دراسته، حالة نفسية مهبطة، بعد توجيهه إلى الحياة المهنية، والتحاقه بمراكز التكوين المهني، التي لا تمثل بالنسبة إليه حياة تعليمية وتجربة ميدانية حرفية..
وأكد في هذا السياق، البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن التجربة الجزائرية في قطاع التكوين المهني لم تنجح، ولم تستطع غرس فن الحرفة في نفوس المتربصين. ودعا خياطي الحكومة إلى الاقتداء بالتجربة الألمانية في التكوين المهني، وذلك بتكوين حقيقي للمتربص، يمكن من خلال هذا النموذج، حسبه، تكوين يد عاملة منتجة.
وقال إن المجتمع اليوم في حاجة ماسة إلى الحرفيين، وإن الحرف بدأ ينظر إليها على أنها عمل تقليدي، وهذه فكرة خاطئة.

علم الاجتماع: مراكز التكوين المهني لم ترفع الحرفة إلى مستوى الحرفية
قال الدكتور يوسف حنطابلي، أستاذ علم الاجتماع، إن الشباب الجزائري ينظر إلى الحرفة على أنها عمل قديم، ويمكن تعلمها بطريقة عفوية ارتجالية، وهذا الشيء الذي لم تصححه حسبه، مراكز التكوين المهني.
حيث فشلت سياسة التكوين المهني في غرس حرفية الحرفة لدى المتربصين. ويشير إلى أن المجتمع الجزائري في حاجة إلى حرفية في بعض الحرف الضرورية كالبناء والسباكة والميكانيك والكهرباء.
وأوضح الدكتور يوسف حنطابلي أن التلميذ عندما يوجه إلى الحياة المهنية، يتبادر إلى ذهنه مباشرة أنه خرج عن الحياة التعليمية ولم يصبح له أي معنى حتى وهو في التكوين المهني، حيث أسهمت الثقافة العامية للمجتمع في ذلك، وهو ما وضع التكوين المهني من ناحية الرؤية العامة خارج البيداغوجيا. ولكن يضيف، على وزارة التكوين المهني أن ترقي التعليم في مراكز التكوين من الحرفة إلى الاحترافية المبنية على إدخال التكنولوجيا الجديدة والخبرة الميدانية في عملية التربص.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)