التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم النحو

تقوم فكرة المقال على إشكالية واحدة مفادها : إن النحو العربي في أصوله الأولى قائم على أسس صوتية، أو لنقل إن كثيرا من الأحكام النحوية ذات طبيعة صوتية ؛ ذلك أن اللغة في نظامها تعمل وفق قانون الارتداد ؛ أي التردد والتقدم لتبني صيغها وتثبت تراكيبها . فالتراجع قوامه الوقوف على البنيات المؤسسة للبناء النحوي، والتقدم بحث عن الأهداف الوظيفية التي تسعى اللغة إلى تحقيقها . ولعلنا نلمس هذا القانون مجموعا في تعريف ابن جني للغة التي حدها بطرفين أدناهما الصوت وأقصاهما التداول . إنه يعلن في هذا التعريف عن القوانين التي تحكم اللغة والتواصل، وهي نوعان داخلية وخارجية، فأما القوانين الداخلية؛ فتلك التي تحكم اللغة من داخل التركيب . وأما القوانين الخارجية؛ فتلك التي تحيط باللغة من سياق وظروف تتعلق بعملية التكلم