الجزائر

التقليد يفتك بالجزائريين في صمت



دق مدير التسويق في شركة “مخابر فينوس” المتخصصة في إنتاج المواد شبه الصيدلانية ناقوس الخطر المحدق بفئات واسعة من المستهلكين من جراء استخدام مستحضرات مقلدة مثل كريمات ومزيلات شعر ومستحضرات حماية البشرة ومختلف أصباغ الزينة وتستخدم في غالبيتها إضافات كيميائية محظورة، تستورد بشكل أساسي من الصين وتايوان وتحمل في الغالب ملصقات الماركات العالمية.
وقال لعراب في تصريح ل”الشعب” أن سوق العطور وأمصال معالجة الشعر ومواد التجميل تعيش حاليا فوضى عارمة في غياب الرقابة والردع موضحا أن عشرات المنتجات التي تصنعها شركات إنتاج محلية تتعرض باستمرار للتقليد والقرصنة من طرف شركات “وهمية” تتخذ من أقبية العمارات مكان لإنتاج “خلطات غريبة” تسبب أمراض جلدية مستعصية. وتساءل لعراب عن سبب تماطل وزارة التجارة في التدخل لتطهير السوق من تجار يروجون للأمراض الخطيرة، مؤكدا أن شركات إنتاج محلية معتمدة رفعت عشرات الدعاوي القضائية “ضد مجهول” منذ سنة 2000 بعد تعرض عشرات المنتجات التي تصنعها للقرصنة والتقليد لكن هذه الدعاوي القضائية ظلت ولحد اليوم دون متابعة، الأمر الذي حفز شبكات التقليد والقرصنة لتكثيف نشاطاتها على أكثر من صعيد وليس في قطاع مستحضرات التجميل والعطور فحسب. وقال محدثنا أن السوق اليوم سواء النظامية منها أو الفوضوية مغرقة بأطنان من المنتجات المقلدة والأخطر أن هذه المواد تسبب أمراضا جلدية وتنفسية مزمنة. وقد كشفت تحاليل أجريت في وقت سابق على عينات من هذه المواد المقلدة عن ماركات عالمية وتحمل نفس مواد التغليف والتعبئة والملصقات أنها مشبعة بإضافات كيميائية محظورة مثل الزيوت الأساسية والشحوم الحيوانية مجهولة المصدر، وتعرض في السوق بأسعار متدنية للغاية، الأمر الذي يجعل من الطلب عليها مرتفع مثل العطور ومزيلات الروائح وكريمات حماية البشرة وأمصال معالجة الشعر وفروة الرأس. وقال محدثنا ان أسعار هذه المنتجات المقلدة هي أقل من 3 إلى 4 مرات عن سعر المنتوج الأصلي فمثلا قارورة مصل شعر تباع ب100 دج بينما نجد سعرها الأصلي يفوق 380 دينار، أما العطور المقلدة فنجد أسعارها في نطاق بين 200 و250 دينار بينما أسعار الأصلية منها تتراوح ما بين 800 و1200 دينار. وقد دعا لعراب المواطنين إلى التحلي بثقافة استهلاكية سليمة ومنضبطة، وأن يتبينوا بشكل دقيق المنتجات التي يشترونها، مؤكدا أن 45 بالمائة من العطور ومواد التجميل ومستحضرات حماية البشرة المتداولة حاليا في السوق مقلدة ومستوردة من أسواق جنوب شرق آسيا عبر دبي وتركيا. وأضاف لعراب الذي يتولى قسم التسويق في شركة “مخابر فينوس” منذ حوالي سنتين، أن المتعاملين الاقتصاديين وخص بالذكر المصنعين المحليين للعطور والمواد شبه الصيدلانية ومواد التجميل والتطهير وكذا فئة المستوردين النظاميين مطالبين بالتكتل كقوة واحدة من أجل التصدي والوقوف ضد “تسونامي” القرصنة والتقليد الذي اشتد خلال السنوات الأخيرة وزحف على جميع القطاعات دون استثناء.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)