الجزائر

التفكك الأسري.. كيف عالجه الإسلام؟



اللافت للنظر حقاً أننا عندما ننظر إلى التفكك الأسري وأسبابه، تحكم رؤيتنا خارطة مسبقة لا تزال تتكرر وتذكر من عقود طويلة، دون أن تسهم في وضع حد أو علاج للمشكلة ودون أن تدعونا لإعادة النظر، مع أن التفكك يزداد اتساعاً، ورسالة الأسرة ودورها يزداد انكماشاً، والإقدام على بناء الأسرة بدأ يتضاءل. فهل المشكلة حقاً في غياب الأب أم في أهلية الأب وإدراكه لمهامه؟ أم في غيبوبته عن أسرته وفي الواقع هو حاضر يعيش بين أفرادها. أم هل المشكلة في غياب الأم ساعات طويلة عن البيت، أم في عمل الأم وعدم تفرغها للتربية؟ وهل وجود المرأة غير المؤهلة للتربية يحول دون التفكك الأسري؟ وهل الطلاق الذي شرّع حلاً وعلاجاً يتحول عند التعسف في استعماله ليصبح مشكلة وسبباً في التفكك؟ الحقيقة أن الموضوع عميق وخطير، ولا ينفع معه التبسيط والاقتصار على ذكر الأسباب التقليدية دون سبر أغوار المشكلة والتعرف إلى جميع وجوهها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أسباب التفكك الأسري ليست ثابتة ولا جامدة، وإنما متحركة في أثرها وتأثيرها حسب الظروف والتطورات، لذلك لا بد لها من عين فاحصة تلمح أبعادها وتدرك دور الأسباب الجديدة والمتجددة. إن التقنيات الحديثة من فضائيات وحاسوب وأنترنت، أوجدت لكل فرد في الأسرة جوه الخاص، والمناخ البديل عن مناخ الأسرة. والأسرة بدأت تتحول شيئاً فشيئاً إلى مجمع سكني أو مبنى فندقي أو مطعم متعدد الوجبات والزبائن، إضافة إلى التقاليد والعادات والمسلسلات التي تحمل معها نماذج رديئة للعلاقات الزوجية والتربية الوالدية والتنشئة الأسرية.  لذلك، فإن ملف التفكك الأسري هو ملف كبير يتطلّب مجموعة تخصصات ومجموعة جهود، فقد أصبح لا مندوحة من التعامل معه من خلال وضعه ضمن السياق الثقافي والتربوي، انطلاقا من القيم الإسلامية وامتلاك القدرة على توليد رؤى لكيفية العمل والتعامل، ذلك أن إغلاق الأبواب والنوافذ لم يعد بمقدورنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)