إنّ دراسة القرآن الكريم قد حفزت الباحثين على دراسة الشّعر العربي، باعتباره الأساس الأوّل للغة العربية، كما أنّ هذه الدراسة أدت دورا كبيرا في تطوير المعرفة بالبلاغة وبالنّقد والتي كان لها دورها البارز في دراسة المجاز ودلالته، وأثره، ولقد اقترن القرآن الكريم بفهم اللّغة التي أُنزل بها، والتي استُثمرت فعاليتها من قبل المتكلّمين الّذين شُغلوا بتنزيه النّص القرآني، فبات كلّ مؤوّل يستند في تأويله إلى أسس تلك اللغة، باعتبارها حجّة على صحّة ما يُؤَوَّل. ولما كان النّحو أساس اللّغة، فقد امتدّ مع البلاغيين إلى التدليل على تفوّق النّص القرآني، وانسجامه، فالتبس بالبلاغة؛ وانتقل البحث من التنزيه إلى البحث عن مزيّة الخطاب القرآني، واستعلائه بلاغيا وجماليا على النّص العربي. لذلك انشغل البلاغيون "بتبرير انزياحات تعابير النّص القرآني عن القواعد الجديدة، فأثاروا مجموعة من الأسئلة الفكرية حول انسجام النّص القرآني"(1). محمد العمري، البلاغة العربية ـ أصولها وامتدادها ـ إفريقيا الشرق، المغرب، (د ت) 1999، ص 23
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - يوسف يوسفي
المصدر : فصل الخطاب Volume 2, Numéro 2, Pages 115-124 2013-04-30