التغيير، كلمة باتت تحظى بالانتشار الواسع بين أطياف المجتمعات العربية ، كما أن ارتباطها بات وثيقا بالعديد من المفاهيم و التي من بينها التجمعات الشعبية ، التظاهرات ، الإحتجاجات و المطالبات الجماعية و التي في كثير من الأحيان تخرج و تحيد عن مساعيها الحقيقية مخلفة في أعقابها ضحايا بالجملة ، أيتام أرامل لاجئين و محرومين ، دولا بلا رؤساء بلا حكومات ، إقتصادات تحتضر و شعوبا تقتتل و نتيجة كل هذا الحراك تباينت بين سلبية و إيجابية على حسب ظروف كل دولة .
و ما يخصنا نحن كجزائريين نجد أن هناك تسريبات لهاته الكلمة بمعانيها التي لا تنطبق مع واقع الجزائريين و هذا عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي ، أو عن طريق الإعلام الآخر أو بواسطة معتوهينا الذين لا يبلغون من الرشاد شيئا .
دعونا نقف وقفة قصيرة مع أنفسنا نعيد فيها قراءة مجريات الأحداث بنوع من الروية و الموضوعية، ألسنا نحن من نخرج في كل مناسبة إنتخابية لإختيار ممثلينا و منه فإن ممثلينا هم مخاض اختيارنا سواء كان إختيارنا هذا صائبا أم لا ، إذا فهذا إن دل فإنما يدل على شيء واحد و هو أن مفهوم التغيير في الجزائر له تفسير آخر، أي أنه ليس ذاك التغيير الذي يقصد به الإقالة الجبرية و الجماعية لكوادر الدولة و إنما هذا التغيير يكون على مستوى آخر و هو التغيير في ثقافة المواطن نفسه فهو المسؤول الأول و الأخير عن إختياراته النابعة من ذاته الحرة ، و أقف هنا عند هاته النقطة لمقولة لأحد مفكري الغرب مفادها " السلطة ثقافة شعب " إذا فالتغيير في الجزائر لن تحققه التظاهرات ولا الإحتجاجات و لا حتى الدخول في دوامات العنف و الإقتتال إذا فلندحر هاته الرؤى القاصرة و غير الرشيدة ، و نتبنى بدلا لذلك التغيير الذي يكمن فينا كمواطنين و لنا الحق في ممارستنا لإختيار منتخبينا بكل حرية و شفافية إذا فنحن نمتلك مفتاح التغيير بأيدينا .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علي ربيعي
المصدر : www.djelfa.info