التعريف بالهوية الثقافية مسؤولية الجميع

❊ ما هو هدف الملتقى الذي تشرفون على تنظيمه مطلع أفريل 2016؟❊❊ الهدف من تنظيم ملتقى: "مسألة الهوية الثقافية في المجتمع الجزائري...الواقع و التحديات"، هو تسليط الضوء على جانب مهم من مقومات الشعب الجزائري ألا وهو الهوية في ظل المتغيرات الراهنة من لغة وتاريخ وعمق حضاري، بعد أن تعالت أصوات تنادي بهوية عالمية تذوب فيها كل الهويات، في حين هذه الهوية العالمية المنادى بها ما هي إلا تكريس لعنصرية الثقافة الغربية التي جعلت من حضارتها وثقافتها مركزا يلتف حوله العالم.❊ هل يصح القول أن مجتمعنا هو "خليط" بين عدة هويّات تفاعلت مع تعاقب التواجد الاستعماري في بلادنا؟❊❊ لا مطلقا، إنما نقول إن مجتمعنا قد تأثر بثقافات عديدة اندمجت في بوتقة واحدة هي الهوية الجزائرية ذات البعد الأمازيغي العربي الإسلامي الإفريقي.❊ هناك تجاذبات بين الانتماء الأمازيغي والعربي الإسلامي لهويتنا فما تعليقكم؟❊❊ كل شواهد التاريخ تثبت أن هذا التجاذب بين ما هو أمازيغي وعربي إسلامي هو محض توهم اختلقه المستعمر الفرنسي للقضاء على الهوية الجزائرية الأصيلة التي أثبتت على مر السنين أن العروبة الأمازيغية هما وجهان لعملة واحدة وهي أصل الهوية الجزائرية.❊ على من تقع مسؤولية التعريف المتواصل بهوية مجتمعنا، وحسب رأيكم، هل تقوم تلك الجهات المسؤولة بمهمتها كما ينبغي؟❊❊ تقع مسؤولية التعريف بالهوية على العديد من الجهات: بدءا بالأسرة ثم المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام بكل أنواعها...إلخ، أما عن المجهودات المبذولة من أجل الحفاظ على الهوية، فهي قائمة ولكن ليست بالقوة التي تكفي لمجابهة الثقافات والأفكار الوافدة عن طريق وسائل الاتصال الحديثة من أنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. لذا كان لزاما على تلك الجهات أن تتحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان. وما الملتقى الذي نسعى لتنظيمه قريبا إلا جزءا من تلك المجهودات المبذولة التي يجب أن تتكرر وتتعمم ويتم إلقاء الضوء عليها عبر وسائل الإعلام المرئي والمكتوب.❊ ما مدى اهتمام الشباب بمسألة هويتهم الثقافية والاجتماعية في ظل العولمة؟❊❊ الشباب هو رهان كل مجتمع يريد النهوض والسير في طريق التقدم والازدهار، والقوى الشبانية هي بطبعها تعتز بهويتها وهذا يتجلى بصورة أوضح في الرياضة والمناسبات الوطنية، مما يتطلب من الجهات المعنية توعية الشباب بهويته ومحاربة كل أشكال الغزو الفكري والثقافي التي قد تتسرب إلى أذهان بعضهم.❊ ولكن أستاذة، ما هو تعريفكم للهوية؟!❊❊ الهوية هي بمثابة الشخصية للفرد.. فالفرد لا يستطيع أن يعيش بشخصيات متعددة وإلا صُنف على أنه مريض أو يعاني خللا نفسيا، كذلك المجتمع وهذا لا يمنع أن تكون الهوية تحوي ثقافات وعرقيات ومشارب كثيرة، ولكن لا بد لها أن تذوب في هوية قوية متماسكة بقدر تنوع تلك المشارب، تماما مثل شخصية الفرد التي تتقوى وتتعمق بقدر اتساع مداركه وتبحر معارفه. فالجزائري مثلا قد يكون عربي الثقافة، أمازيغي العرق وإسلامي الحضارة، وهذا التمازج بين العربية، الأمازيغية والإسلامية هو الذي يشكل هوية الجزائري.❊ أخيرا كيف للمجتمع أن يحافظ على هويته الثقافية؟❊❊ مسؤولية الحفاظ على الهوية الثقافية هي مسؤولية العديد من الجهات كما ذكرنا سابقا تبدأ من الأسرة، المساجد، المدارس، وسائل الإعلام .. وكذلك الهيئات الفاعلة داخل المجتمع التي لا بد أن تعمل على توعية الشباب بهويته من لغة وتاريخ وبُعد ديني.