الجزائر

التعديل الحكومي ظاهرة صحية أمين عام "حركة البناء الوطني"، أحمد الدان، ل"الخبر"



التعديل الحكومي ظاهرة صحية أمين عام
نتشاور مع أطراف تحضيرا للرئاسيات
يعتبر الأمين العام ل"حركة البناء الوطني" أحمد الدان، أن التعديل الحكومي الأخير ينم عن تجديد في مفاصل السلط، بينما ينفي تأثير الأحداث في مصر على مستقبل التيار الإسلامي في الجزائر، الذي يكتسي "خصوصية" الخبرة والتجربة، ويكشف عن اتصالات مع أطراف سياسية لبلورة صيغة للتعاطي مع الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ما رأيك في التعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس بوتفليقة الأربعاء الماضي؟
التعديل ظاهرة صحية والدولة التي يحدث فيها التجديد على مستوى مختلف السلط التنفيذية لها صلة بالمواطن، تنم على علامة ثراء وصحة، إضافة إلى أن الوطن لا يختصر في وزير أو رئيس حكومة، بل إطاراته كثر، فالتعديل عبر على أن الجزائر ليست حبيسة حالة معينة وهذا مؤشر طمأنة للمواطن.
هناك من يربط التعديل بالرئاسيات..
التعديل حمل إشارة إلى الرئاسيات، مفادها أن الدولة تتجدد، وإذا كان حدث تعديل في الحكومة فسيكون هناك تجديد على مستوى الولاة وعلى مستوى مختلف السلطات، وبالتالي فإن أي وقوف في وجه التجديد، لا يتماشى مع طبيعة التطور.
تعتقد ذلك حتى وإن جاء التعديل في ظرف حساس تمت فيه تغييرات في مؤسسات أخرى، وكذلك الوضع الصحي للرئيس؟
مرض الرئيس لا يعيق سير الدولة والدولة مبنية على مؤسسات والتعديل ليس له علاقة بأي ملف من الملفات، إن رئيس الجمهورية بموجب هذا التعديل، عبر على أنه يدير المسائل المتقدمة جدا في الشأن السلطوي والتغيير العميق في الحكومية يعتبر من صور التحكم والإحاطة والمتابعة لشأن السلطة في الجزائر، فمثلا تغيير وزير الخارجية جاء في ظرف حساس، خاصة فيما يتعلق بالقضية المصرية التي تعاملت مع الدبلوماسية الجزائرية تعاملا ناقصا.
كيف ذلك؟
أظن أن الجزائر بقيت الدولة الوحيدة تقريبا في الوطن العربي محافظة على تماسكها، والمفروض أن يكون للجزائر قرار قوي في الجامعة العربية، فهي متقدمة على السعودية، حيث كان يفترض أن تتقدم الجزائر في حماية التجربة الديمقراطية لكن وزارة الخارجية لم تلعب هذا الدور. لنعد إلى التعديل، أرى أن تنصيب الطيب بلعيز على رأس وزارة الداخلية، إشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون نزيهة، ورسائل طمأنة لجهات لازالت غير مرتاحة بخصوص مصداقية الانتخابات ونزاهتها.
على ذكر القضية المصرية، ألا ترى أن وضع الإخوان في مصر له تأثير واضح على مستقبل التيار الإسلامي في الجزائر؟
التيار الإسلامي يقوم على قاعدة، ثقة الشعب ومصداقية الإسلاميين مع مبادئهم، وقيمهم، وما يقوم به الإسلاميون في مصر من تضحيات وتحملهم السجون والتضحية بأبنائهم مقابل الحفاظ على الشرعية يعطيهم أكثر مصداقية، والإخوان ليس جديدا عليهم المضايقات والسجون وإنما الجديد عليهم هو وصولهم إلى الحكم، كما أن الجديد يكمن في أن قوى دولية تتغنى بالديمقراطية في ليبيا وسوريا والعراق وأقاموا لأجلها الحروب، لكنهم لم يقيموا حربا في مصر من أجل الديمقراطية ولا في الصحراء الغربية.
لكن الظاهر أنه منذ أن بدأت الثورات العربية تغيرت مساراتها، بما أضعف الإخوان في مصر، وتراجع حضور الإسلاميين في الساحة السياسية بالجزائر؟
أبدا، التيار الإسلامي لم يتراجع، والإسلاميون في الجزائر لهم تجربة مغايرة عن تجارب الآخرين، والتيار الإسلامي في الجزائر يمكن أن يؤثر تأثيرا قويا في التيار العالمي، كما أنه استفاد من محنة الإرهاب وتجربة التزوير وتجربة المشاركة في الحكومة، لكنه مازال يعاني من كبت تمارسه عليه السلطة التي تمنع المسيرات وتتخوف من الديمقراطية، لذلك نطالبها بفتح المجال أمام الحريات وحرية التعبير، والتخلي عن سياسة تنظيم التجمعات في القاعات المغلقة، وقاعات الحفلات، أرى أن فضاءات التعبير الشعبي مكبوتة وهذا أثر على حضور التيار الإسلامي.
لماذا انفصلت جماعة من جبهة التغيير، وأنت واحد منهم، عن الحزب وأسست حركة البناء؟
اختلفنا مع إخواننا في الرؤى وفي منهجية التسيير، نحن نحترمهم ونتعامل معهم كما نتعامل مع بقية التيارات السياسية، كما نحترم طموحاتهم، ولكن رؤى سياسية وتنظيمية جعلتنا نختلف، وأكبر موروث للشيخ نحناح موجود في حركة البناء، كما أن التوجه الحقيقي لنحناح هو ذاك التوجه الموجود في حركة البناء.
يبقى أنكم انفصلتم؟
حتى حزب جبهة التحرير فرّخ العديد من الأحزاب، لكن هذا لم يضر به، وعندما نتكلم عن انحرافات عند أشخاص لا يمكن أن نحمّل ذلك لمدرسة الشيخ نحناح.
وهل هناك اتصالات بينكم للتفاهم حول صيغة معينة لخوض الاستحقاق الرئاسي؟
نعم فيه اتصالات، وقد اتصل بنا أكثر من شخص، وهناك حراك هادئ من أجل بلورة رؤى مستقبلية، نحن نعتقد أن الرئيس القادم يجب أن يفهم الشعب الجزائري قبل فوات الأوان، ولابد أن يرسم سياسة خارجية وفقا لرؤية واضحة وضمن برنامجه موقفا واضحا من قضية الفساد، وأن يكون واضحا مع ملف الفقر، لأن الفقر يتعاظم في البلد، ولابد أن يعطي ضمانات للحريات الجماعية والفردية وحرية التعبير ورفع القيود عن الأحزاب وعن المثقفين، كما لابد له أن يعبّر عن دور الإسلام في المنظومة القانونية والسياسية، لأن تحديات كبيرة تنتظر الإسلام مستقبلا.
بالنسبة للاتصالات الجارية معكم، هل من شخصيات ضمن التيار الإسلامي فقط؟
بالنسبة لنا، موضوع الاتصالات لا نربطها بالتيار الإسلامي فقط، ونعتقد أن رئيس الجمهورية أكبر من تقسيمات نمطية، فمصلحة الشعب هي الأولى، في موضوع الإسلام وموضوع مكافحة الفساد، أما تشتيت الساحة السياسية فلا نقبله، هناك عملية تشتيت مسبقة لا تفيد الانتخابات الرئاسية التي تحتاج إلى رؤية واضحة، ومنافسة شريفة، لأن الشعب الجزائري أصبح ناضجا أكثر.
نفهم من هذا أنه يمكن أن تساندوا ترشح شخصية من خارج التيار؟
قلت ما ينبغي أن يهتم به الرئيس خدمة للشعب كما أن المطلوب هو إعادة رسكلة الحياة السياسية بعد أن طالها فساد خطير بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، ووصل إلى عمقها، ويجب حماية العملية السياسية من المال الفاسد، وإصلاح الدولة من هذا المال الفاسد ولا فائدة من إصلاح دستوري أو انتخابي والمنظومة السياسية والاقتصادية فاسدة.
وما رأيك إزاء ما يتردد من عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة؟
الرئاسيات تحكمها رؤية دستورية وأخرى سياسية، فالرؤية الدستورية تخص جميع من يرغب في الترشح للرئاسيات وتتوفر فيه الشروط، أما سياسيا، اعتقد أن مسار التجديد الذي عبّر عنه التعديل الحكومي الأخير، يبقى متواصلا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)