الجزائر

التعاون في مكافحة الإرهاب يتصدر الاهتمامات



التعاون في مكافحة الإرهاب يتصدر الاهتمامات
سجلت الجزائر وتونس ارتياحهما للإمكانيات المشتركة المجنّدة لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، والمترتبة عن تنامي الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية. وإذ دعت الجزائر التي ثمّنت "النتائج المعتبرة" للتعاون الثنائي في مكافحة الجماعات الإرهابية، إلى وضع "مقاربة موحدة" لتحديد سبل مواجهة هذه "الآفات"، فإن الجانب التونسي اعتبر أن التعاون بين البلدين في مكافحة هذه الآفة، بلغ "درجة جيدة"، كما أثنى على التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب، مبديا رغبة بلاده في الاستفادة من هذه "التجربة الرائدة".وأكدت الدورة ال18 للجنة المتابعة الجزائرية التونسية التي تأتي تمهيدا لانعقاد الدورة ال20 للجنة المشتركة الكبرى بين البلدين المقررة بالجزائر يومي 25 و26 أكتوبر الجاري برئاسة الوزيرين الأولين، أكدت إرادة قائدي البلدين السيد عبد العزيز بوتفليقة والسيد الباجي قايد السبسي في الرقيّ بالعلاقات القائمة بين البلدين إلى أعلى المستويات. ذلك ما أشار إليه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل بمناسبة انعقاد اجتماع اللجنة أول أمس بالعاصمة التونسية، الذي أكد بشأن التعاون السياسي على ضرورة استمرار التشاور، والتنسيق بين قيادات البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما دعم مسار الحوار السياسي الليبي؛ بغية التوصل إلى تشكيل حكومة وطنية توكَل لها مهمة تسيير الفترة الانتقالية وبناء مؤسسات دستورية.وفيما يخص التعاون القطاعي، ذكر أنه عرف "نفس الديناميكية" من خلال اجتماع 10 لجان منذ الدورة ال19 للجنة المشتركة العليا، منوها في هذا السياق، بالنتائج التي سجلها التعاون في مجال الطاقة بفضل ما حققته الشركة الجزائرية - التونسية "نوميد" في مجال الاستكشاف والتنقيب وتجديد عقود توريد غاز البترول المسال والغاز الطبيعي، وتشغيل خط الربط الكهربائي بين البلدين. كما عبّر عن ارتياحه لما تم تحقيقه في العديد من القطاعات الاستراتيجية خاصة في مجالات النقل والأشغال العمومية والصناعة، إلا أنه دعا إلى إزالة العقبات التي مازال يواجهها المتعاملون الاقتصاديون للبلدين، لتجسيد المشاريع المشتركة.من جهته، أكد كاتب الدولة التونسي للشؤون العربية والإفريقية التهامي العبدلي، استعداد بلاده لمواصلة العمل والتعاون مع الجزائر؛ قصد "تحقيق شراكة اقتصادية وتجارية حقيقية"، مشددا على "بذل مزيد من الجهود المشتركة للتوصل إلى تحديد السبل الكفيلة بالاستفادة من الإمكانيات الهامة للتعاون التي يزخر بها البلدان". كما جدّد حرص تونس على "إيلاء عناية خاصة بمواطني البلدين، وتحسين أوضاع الجالية للاندماج والاستقرار في تونس والجزائر"، معربا عن تطلعه إلى تنمية المناطق الحدودية والعمل على توفير الأمن.ووقّع الوزيران، بالمناسبة، على محضر اجتماع الدورة الذي تضمّن 15 مشروع اتفاقية ومذكرتين سيتم عرضها على اللجنة العليا المشتركة.وأوضح السيد مساهل في تصريح للصحافة، أن هناك "شفافية تامة" بين الجزائر وتونس بخصوص قضايا التعاون بينهما، مبرزا أنه تم خلال هذا اللقاء، "تقييم التعاون بشكل مفصل؛ قصد تعزيز الشراكة بين البلدين، والتطرق لعدة ملفات، مثل الصناعة والتعليم العالي والمسائل القنصلية".وقال إن هناك "تطابقا كاملا" في وجهات نظر البلدين بخصوص مواجهة التحديات، داعيا إلى تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات حول الإرهاب. كما سجل السيد العبدلي "ارتياحه" بخصوص ما شهده التعاون الثنائي من "ديناميكية" في مختلف المجالات، لاسيما منها الأمنية والعسكرية والموارد البشرية والنقل الجوي والطاقة.واستُقبل السيد عبد القادر مساهل أول أمس بتونس من طرف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. وكان اللقاء فرصة لتقديم عرض للرئيس التونسي حول نتائج الدورة، والتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، إضافة إلى تقييم التنسيق بين الجزائر وتونس، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب. وتم التأكيد على "أهمية توصل الفرقاء في ليبيا إلى حل توافقي يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتمكن من تسيير الفترة الانتقالية، وفرض سلطتها على كافة الأراضي الليبية ومواجهة الجماعات الإرهابية".من جانب آخر، سلّم الوزير رسالة شفوية من الوزير الأول عبد الملك سلال لرئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، وقدّم له عرضا حول اجتماعات لجنة المتابعة الجزائرية التونسية للتعاون. وقال في تصريح للصحافة عقب هذا الاستقبال، إنه تطرق مع رئيس الحكومة التونسي أيضا، للأوضاع في المنطقة، وخاصة في ليبيا، وكذا التنسيق بين بلدينا في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)