التطور الابستمولوجي لفهوم الحكم الراشد

إن عملية الربط بين المفاهيم كالعدالة، الإنصاف، المساواة، المصلحة الخاصة، المصلحة العامة، حقوق الإنسان، المجال العام تدخل كلها ضمن خبرة من الزمن في الجهود الفكرية للارتقاء بالمستوى المادي والقيمي للإنسان الحديث، أو بالأحرى اقتداره على العيش آمنا، وعلى صيانة واكتساب حقوقه الطبيعية والمكتسبة، واقتداره على أداء واجباته تجاه مجتمعه. هذا المفهوم ـ الاقتدارempowerment ـ ازداد الاهتمام به بدرجة كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية، وبداية استقلال الدول المستعمرة، بحيث أصبح الموضوع المحوري لدى الفكر الإنساني في كيفية ترشيد العيش الحديث ومن خلاله ترشيد الحكم السياسي، بمجموعة من المساطر قانونية المحلية والدولية، ودفع الحكومات إلى الانسجام مع الأعراف والقيم والقوانين الدوليةفي حماية حقوق الإنسان، هذا التوجه المطلبي الحديث أصبح تحت مضلة مفهوم الحكم الراشد.