”التطرف وليد الأفكار ومواجهته تقع على عاتق المؤسسات الدينية”

ناقش الدكتور بومدين بوزيد خلال اللقاء الذي جمعه بالمقهى الأدبي لدار الحكمة إشكالية الحركات الإسلامية في وعلاقتها بالعنف، ودور المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية في مواجهة التطرف الذي يقود المجتمعات العربية والإسلامية إلى منعرجات خطيرة.
وقال الدكتور أن هذه المؤسسات الدينية بحاجة إلى دراسة معمقة لتقف في وجه كل الحركات الدينية التي لا تحترم المرجعية الوطنية ولا تحترم خصوصية المحيط المغاربي، وعليه فعلى هذه المؤسسات حسب الدكتور بحاجة إلى التفعيل على مستوى القوانين على مستوى المؤسسات حتى تكون في أمان عن التجاوزات المتراكمة المؤدية في كثير من الأحيان إلى بروز ظاهرة التطرف، التي ربطها الدكتور بالأفكار على عكس ما يعتقده بعض الباحثين ممن يرجعون التطرف إلى الظروف الاجتماعية لأن هذا غير صحيح دوما، حيث قال الدكتور أنه ليس بالضرورة أن يخرج التطرف من المجتمعات الفقيرة لأن هناك برجوازيين متطرفون، حيث يتحول الجانب الديني لدى البعض إلى نوع من العنف والصدام مع الغير، كما يمكن ربط التطرف بكرامة الإنسان، الإدارة، الضغوطات المختلفة وغيرها من الأسباب.
واقترح لمواجهة التطرف تقديم فكر ديني صحيح، علمي، متطور ومقنع بأساليب جديدة تعتمد الوسائط الإلكترونية، وتوظيف الصورة، المسرح، السينما. ودعا الدكتور بالمناسبة إلى تنظيم الفتاوى في إطار جماعي يخدم الانسجام الداخلي للمجتمعات ويضمن استقرار الدول.
اللقاء الذي جمع الدكتور بالمهتمين كان بمناسبة صدور كتابه الجديد ”الحركات الإسلامية من الفهم المغلق إلى أفق التجديد” الذي تطرق من خلاله بومدين بوزيد إلى ثلاث محاور رئيسية تناول الأولأولأ منها التطور التاريخي للحركات الإسلامية في الجزائر، فيما تعرض المحور الثاني إلى ظاهرة العنف عند الجماعات الإسلامية مصدره ومظاهره، أما المحور الثالث فركز على قضية الفتاوى الالكترونية وتأثيرها على انسجام المجتمع واستقراره على اعتبار أن الفتوى اليوم لا ترتبط بكونها رأي ديني فقط، بل قد تتعدى ذلك لتصبح فوضى اجتماعية تؤدي إلى انهيار الدول.