الجزائر

التطرف العنيف ، البيئة الحاضنة للإرهاب



التطرف العنيف ، البيئة الحاضنة للإرهاب
اجماع يتأكد من خلال الأثر البليغ الذي يتركه التطرف العنيف في المجتمعات المؤدي إلى الأعمال الارهابية التي تطالها و لو بعد عشرات السنين ، و مفاده أنّ العنف يولِّد عنفا و كل المجتمعات التي لا تحترم حقوق الانسان و تمارس الإقصاء و التهميش يُرد عليها فعلها ،و كانت اللقاءات الأخيرة التي نظمتها الجزائر أو دعت إليها أو شاركت فيها تمحورت على التوالي حول التجربة الجزائرية في مجال مكافحة التطرف و تعزيز الديمقراطية بتوطين الحكم الراشدة و الحكامة الاقتصادية و تطوير استعمال مجال التكنولوجيا في مجال الاتصالات ليظل التعامل مع الرهان تحدبا تتمسك به رسالة الجزائر ، الجزائر التي احتضنت الأربعاء الماضي الورشة الدولية حول دور الديمقراطية في الوقاية من التطرف العنيف و الارهاب و لأنّ التطرف غالبا ما يستند على مخرَجات البيئة الحاضنة للفقر و التهميش و الإقصاء الذي يطال فئات معينة من المجتمع بدافع الأقلية الطائفية أو اللغوية أو الدينية أو الإثنية فإن عديد البلدان إما لا تنتبه فعلا للخطر القادم أو أنها تمارس سياسة النعامة التي تمرغ رأسها في التراب أو تستند إلى " نظرية " تخطي راسي ، لكن الأمر في الحالة التي وصل إليها العالم تتطلب مقاربة شاملة و استجابة لكل مبادرات الحل التي تصب في خانة استئصال ورم التطرف الديني بالدرجة الأولى لأنه الوعاء الذي تتجمع فيه كل التطرفات التي تخرج من تربة البيئة التي واقع تلاقح بين الفقر و التهميش و الاحتقار و عدم تثمين الكفاءات مهما كان حجمها و التي غالبا ما تريد " الانتقام " لنفسها من خلال الانغماس في الارهاب كرد فعل عن تحييدها من الحياة العامة المبنية على المشاركة السياسية و الثقافية و بالتالي الحضارية بشكل عام . أن مبادرات الجزائر تعكس قناعة راسخة تؤسس لضرورة إيجاد حلول في بيئتها الاقليمية و الدولية و على المدى القريب و البعيد و ليس ثمة من يجادل في التجربة التي ميزت الجزائر في هذا المجال بدافع المرحلة الرهيبة التي عاشتها عبر سنوات الارهاب و التي انعكست على كل مناحي الحياة و عطلت البناء لسنوات .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)