الجزائر

التطرّف الفكريّ يجلب المزيد من الصراعات



الشيخ أبو اسماعيل خليفة يرد على بوناطيرو:
التطرّف الفكريّ يجلب المزيد من الصراعات
س. إبراهيم
تواصلت الردود القوية ضد الخرجة الغريبة للفلكي لوط بوناطيرو الذي أثار الجدل والغضب أيضا من خلال زعمه أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قضى معظم حياته بتوقيت خاطئ حيث انبرى عدد من المشايخ والأئمة لتوضيح الأمور ووضع النقاط على الحروف ومنهم الشيخ أبو اسماعيل خليفة الذي تتشرف أخبار اليوم بنشر مساهماته القيّمة بين الحين والآخر..
الشيخ أبو اسماعيل خليفة ردّ بقوة على بوناطيرو دون أن يذكره بالاسم من خلال منشور على جدار صفحته الفيسبوكية حمل عنوان من قلةِ عقلِ المرءِ أن يُطاولَ ما لا يقدرُ على مطاولتِهِ مما جاء فيه:
عجيب أن يتصدر المشهد الثقافي من لا حظ لهم من دينهم إلا شقشقة لفظية وكلمات يرددونها ترديد الببغاء وبكل أسف أعلى الإعلام أعلامهم وأشار إليهم بأنهم من أرباب الفكر وأفاض عليهم من الدعاية الكاذبة ما يغطي انحرافهم ويستر جهلهم وينفخ فيهم ليكونوا شيئًا مذكورًا ليصرفوا بسطاء المسلمين إليهم ليلبسوا عليهم دينهم ويجعلوهم شيعًا.
فقد سمعنا بكل أسف تلك الخرجة الغريبة العجيبة للفلكي الذي ضل سبيله ما بين الكون والزمان وجاء ليخبرنا أن الرسول عاش بتوقيت خاطئ وأنهم كانوا يصومون في أشهر خاطئة ولم يصححها إلا قبل 3 أشهر من انتقاله عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى ثم جاء بعده عمر بن الخطاب وجمع الصحابة وقاموا بتصحيح السنة القمرية وحذفوا الشهر النسيء.
ثم جاء أولئك أرادوا أن يتدخلوا في قسمة الله تعالي فيسوون بين الرجل والمرأة في المواريث.
ثم ذاك المتنطّع الذي تهجّم علي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شخص أبي هريرة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين حيث تساءل كيف يمكن لأبي هريرة أن يروي هذا الكم من الأحاديث وهو لم يعش مع الرسول إلا مدة أقل من أربع سنوات بينما علي بن أبي طالب الذي عاش طول حياته مع الرسول لم يرو غير 40 حديثا وأبو بكر الصديق نقل 140 حديثا ويذكر عنه أنه كان كاتبَ بني أمية في عهد معاوية وتولى في عهدهم إمارة المدينة وأن بعض الأحاديث التي رواها مازالت تشعل النيران وتغذي الفتنة والأحقاد لحد الآن.
وليس غريبا أن يتولّى كبر هذه الافتراءات مستشرقون أو أجانب عن هذا الدين إنما الغريب أن يتولى كبرها رجال من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وينتسبون زورًا لإسلامنا وصدق ربي إذ يقول: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد ُّ. البقرة:204-206.
وما تطاوُلُ هؤلاء وأمثالهم على الإسلام وعلى الصحابة والاستهزاء بكتب الحديث التي تلقتها الأمة بالقبول إلا تطرّف فكريّ لا يختلف عن التطرف الديني وكلاهما يجلب المزيد من الصراعات التي أثخنت الأمة بالجراح في وقت يحتاج فيه الوطن من المؤسسات العاملة أن تجتمع علي رفعة شأنه ولمّ شعث أفراده وجمع الكلمة وتأليف القلوب وتنزيه ما استقر في وجدان الأمة وضمير علمائها وما أجمع عليه أهل التخصص.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)