الجزائر

التضامن والتعاون



التضامن والتعاون
مرضى يستغيثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأحباب وجيران يتسولون في الطرقات والشوارع من أجل جمع مبالغ مالية لعزيز عليهم لاجراء عملية جراحية في الخارج باهضة التكاليف، انها مشاهد يومية صارت من روتين الحياة في هذه البلاد، رغم أن مثل هذه الظواهر محزنة ومتعبة للنفس، الا انها تبين أمر آخر وهو أن الشعب الجزائري بطريقة او بأخرى بدأ يشعر أنه من دون التضامن فيما بينه لن يستقيم له عود، لذا الناس صاروا تتعاونون بينهم خاصة فيما تعلق بالأمراض الخطيرة التي لا يستطيع الانسان العادي تحمل نفقاتها، فمجرد انزال نداء على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك حتى يهب الناس للتضامن اما بالدعاء واما بارسال مبالغ مالية، لدرجة أن بعض الناس خاصة من فئة الشباب صاروا يخرجون للشوارع وفي وسائل النقل ويقمون بجمع مبالغ مالية لمريض في حيهم معرض للموت في أي لحظة في حالة تاخر نقله للخارج، وهؤلاء يجدون تضامنا من قبل المجتمع بكل فئاته لادراك الجميع أن الجهات الوصية على الصحة ما عادت تهتم بالمرضى الذين يئسوا من انتظار اجراءات نقلهم للعلاج خارج الوطن بسبب عسر العلاج في البلاد، وامام الاجراءات البيروقراطية بدأ الشعب يفهم ان انتظار تخليص ملفات المرضى يعني الموت القريب، لهذا فهو لا ينتظر وزارة الصحة ولا وزارة التضامن لتقوم بالواجب بل يسارع في جمع مبلغ العملية عبر نداءات في الجرائد ووسائل التواصل وفي الشوارع بعد أن أدرك أن الهيئات الرسمية تخلت تماما عن واجبها وقطاع الصحة بدوره في حاجة لعلاج وعملية جراحية دقيقة، وكل هذا هو نتيجة التخلي عن الشعب، وادرك الناس أنهم لم يبق لهم سوى التضامن مع بعضهم البعض والعودة إلى اصلهم وقيمهم، ولكن متى تعود الجهات المعنية إلى هذه القيم النبيلة ؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)