يعتبر الدكتور عاشور سرقمة، أنّ تصنيف مختلف الممتلكات الثقافية لدى منظمة اليونيسكو ضروري للحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري، خاصة بعد أن استغلّ بعضهم مسألة انتشار عناصر من التراث الثقافي الجزائري في العالم ليدعي بأنّها جزء من تراثه، معتمدين في ذلك على أسلوب التسويق الإعلامي والسياحي والثقافي.الشعب: ما أهمية تصنيف مختلف الممتلكات الثقافية لدى "يونيسكو"؟
عاشور سرقمة: لعلّ العنصر الهام في مسألة التصنيف لدى "يونيسكو" هو ذلك الاعتراف الدولي بنسب هذا الموروث الثقافي أو ذاك إلى دولة من الدول، وحمايته من الانتحال والسرقة التي ظهرت بقوّة في السنوات الأخيرة، حيث أدركت بعض الدول أهمية مسألة التصنيف، ومنها استغلال البعض لمسألة انتشار بعض عناصر التراث الثقافي الجزائري في العالم، بغرض تقليدها أو الادعاء بأنّها جزء من تراثهم، مستغلّين بذلك أساليب التسويق الإعلامي والسياحي والثقافي.. إذن.. هذا التصنيف مهم جدّاً في التعريف بأهم الكنوز التراثية الخاصة بالدول ومختلف المجتمعات، إلا أنّ الأهم منه هو بعث مزيد من الاهتمام بهذا التراث وطنياً ومحلياً، ممّا يضمن الحفاظ عليه ونقله للأجيال، واستثماره في مختلف المجالات التنموية والسياحية والثقافية، بما يعود بالنفع على الأفراد والعائلات والمجتمعات التي تحتضنه، فالعناصر التراثية، سواء تم تصنيفها أم لا ينبغي أن تحظى باستراتيجية واضحة للتعريف بها وتثمينها والاستثمار فيها، أما إذا تم تصنيفها من طرف "يونيسكو"؛ فهذا يحمل الدول مسؤولية أكبر في حمايتها، بل يفرض الاهتمام بها والتعريف بها عبر مختلف الوسائل الإعلامية خاصة الحديثة منها، وعقد لقاءات شراكة مع المراكز والمخابر المتخصّصة، من أجل إيجاد أفضل السبل لحمايتها وترقيتها.
- حدثنا عن موقع الجزائر من هذه الاتفاقية؟
ما تمّ تصنيفه قليل جدّاً مقارنة مع ما تزخر به الجزائر من تراث ثقافي، حيث تم تصنيف: زيّ الزفاف التلمساني (الشدّة) والعادات والتقاليد والمهارات الحرفية المرتبطة به، وآلة الإمزاد وأسبوع المولد النبوي بتيميمون وآهليل قورارة وركب سيدي الشيخ وأغاني "الراي" كيالين الماء والملفات المشتركة كطبق الكسكس والخط العربي.
- ماذا تقترحون لمزيد من التثمين للتراث الثقافي الجزائري؟
لا بديل عن البحث عن أفضل السبل لتعزيز الاهتمام بالموروث الثقافي الجزائري وترقيته، وذلك من خلال رسم سياسة ثقافية واضحة للتعامل مع الموروث الثقافي الجزائري، خاصة اللامادي منه.. يجب تشكيل فرق بحث محلية بالتنسيق مع السلطات المحلية والجامعات ومديريات الثقافة ومختلف الجمعيات والمهتمين، وعدم الاكتفاء بما يقوم به المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ CNRPAH، على اعتبار أنّ الجزائر بلد بحجم قارة، فمن الضروري تفعيل جهود كلّ الجهات المعنية بحماية التراث والحفاظ عليه أو ذات الصلة بهذا المجال.. ومن الضروري - في هذا الصدد - الإشارة إلى أهمية إنشاء مركز وطني للفولكلور والتراث الشعبي الجزائري ينسّق بين تلك اللّجان، وفتح تخصّص ليسانس مهني في التراث اللامادي، بالإضافة إلى تشجيع مجال الترجمة والنشر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيمان كافي
المصدر : www.ech-chaab.net