الجزائر

التشكيلية سميرة مواتس تعرض إبداعاتها وتحفها الفنية بالجزائر العاصمة



نجحت الفنانة التشكيلية العصامية سميرة مواتس من خلال معرضها الفردي الذي يحتضنه رواق "دار القبية " بالجزائر العاصمة في نقل الجمهور إلى تجربة فنية واعدة وثرية بالعمق الإنساني والإبداع الجمالي الواعي بالاعتماد على الريشة وتدفق الألوان.واستطاعت هذه التشكيلية الشابة، أصيلة مستغانم، أن تنقل مشاعرها الفنية المتدفقة بالوعي وعشقها للفن التشكيلي والتصميم الداخلي من خلال تطويعها للريشة وباقي المواد والدعائم وأن ترسم لوحات أنيقة غنية بالمواضيع وكذا تصميم مزهريات خزفية.
كما اعتمدت الفنانة على القماش والألياف النباتية والوسادات لتأخذ الجمهور من خلال أزيد من 120 عمل فني بأحجام مختلفة مستوحى من مختلف المدارس الفنية إلى رحلة ساحرة بعوالم تشع بالألوان والمواضيع ما يعكس ثراء وتنوع تجربتها الفنية الواعدة ونهلها بذكاء وعذوبة من مختلف تقنيات التيارات الفنية واتجاهاتها الحداثية.
وتقدم التشكيلية، الحائزة على ماستر في اللغة الإنجليزية، من خلال هذا المعرض الذي يدوم لغاية 15 يونيو الجاري عددا من الأعمال الفنية البديعة التي تعكس تطور تجربتها الفنية العصامية منذ 2017 لغاية الفترة الحالية.
وتحمل هذه المجموعات رؤيتها الخاصة للممارسة الفنية تمازج بين شتى التقنيات والمناهج وتمتاز بالدقة والمنهجية الفنية لتشكل فرصة للبوح في قالب تقني جميل يتيح للمتلقي تطوير رؤيته الفنية والتجاوب مع رسالتها الفنية ويدرك أفقها الجمالي الواعي العميق.
وتضم هذه المجموعات بجمالية ومهارات عالية في إطار إضاءة خاصة على الجدران مجموعة "آنسات ذهبيات" بتقنية الأكريليك وهي متكونة من سلسلة بورتريهات تمثل وجوه وأجساد نسائية بتعابير مختلفة ونماذج أخرى مطعمة بخطوط ذهبية على خلفية سوداء كاتجاه فني حداثي يعتمد على تطويع الخط كمادة للتشكيل وحملت عناوين على غرار "الخشبة" و"حلم" و"الشاهد" و"غولدن ميرور".
وأما مجموعة "ظل الذات" فتتشكل لوحاتها من رسومات وأشكال هندسية ووجوه وخلفيات متنوعة ذات أبعاد ثلاثية.
وبدورها أبهرت المجموعة الموسومة "المرأة في كل حالاتها" زوار المعرض بفضل مزجها الأنيق والدقيق للفن النصف تصويري والتكعيبية، وفق تقنية الأكريليك المنجزة على دعامات جدارية مصنوعة من ألياف نباتية مرصوصة على خشب طبيعي حيث تسود ألوان زاهية نابضة بالحياة بالأزرق اللازوردي والأخضر بتموجاته والوردي التي تعكس وجوه وأجساد نسائية عصرية تسبح في مساحات تكعيبية تعكس حالات نفسية عديدة.
من جانبها شكلت مجموعة "من الخيط والإبرة" تجربة جديدة مغايرة حيث حولت مساحة اللوحة إلى فضاء بديع طعمته بقماش الحرير وذلك المشغول والمطرز حيث تتحرك النساء بأزيائهن التراثية والعصرية بكل جمال وأناقة في حين تميزت لوحات أخرى بروح إفريقية بكل تجلياتها.
كما تضم مجموعة "تحولات" عشرة أعمال فنية مستوحاة من أعمال مجموعة "ديكور فن وتصميم" الموجودة بمتحف الفنون الجميلة بموريال بكندا والمنجزة بتقنية الغواش على دعامات ورقية ومؤطرة أيضا بالزجاج.
وتؤكد الفنانة سميرة مواتس في تصريح ل/وأج أن بداياتها الفنية "تعود لفترة طفولتها، حيث امتلكت مبكرا ولعا بعالم الفن التشكيلي والألوان وحسا فنيا، وقد جسدت أولى أعمالها في عمر ال4 سنوات وذلك بتشجيع من والديها وهو ما سمح لها باكتشاف مختلف التجارب الفنية العالمية والمحلية، بالإضافة إلى قراءة المؤلفات التي تخص النقد الفني والأدب والفلسفة لتوسيع نظرتها حول الفن والجمال.
وأشارت المبدعة أنه رغم كونها عصامية إلا أنها "تسعى من خلال مشروعها الفني إلى نسج بصمتها الخاصة والتميز في عالم الفن التشكيلي الجزائري، مبرزة أنها في البداية مزجت بين التقنيات واستخدام الألوان الزيتية والأكريليك إلى جانب تأثرها بمختلف المدارس ومنها الفن الساذج والتجريدية والتكعيبية والنصف تصويرية والرمزية وغيرها لتتوجه بعدها للبحث عن لمستها الخاصة.
وأردفت المتحدثة أنها تخوض منذ فترة تجربة جديدة تتمثل في عناصر الديكور الداخلي وتصميم المزهريات (الخزف الفني) بهدف اكتشاف هذه التقنيات ونمط فني مغاير أين تعمل على تصميم أعمال فنية بلمستها الخاصة رحب بها الجمهور.
وذكرت الفنانة، وهي مديرة وكالة مختصة في تقنية الأبعاد الثلاثة، أنه سبق لها ومنذ 2017 المشاركة في معارض فردية وجماعية بالجزائر والخارج على غرار معرض بمتحف الفن المعاصر بوهران ومعرض بدار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي بمستغانم ومسرح "النملة" بوهران.
ويتواصل هذا المعرض الى غاية 15 يونيو الجاري وبإمكان عشاق الفن التشكيلي زيارته واكتشاف ابداعاته وأيضا اقتناء التحف واللوحات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)