الجزائر

التشاد تضاعف التحصينات العسكرية شمال البلاد



بعد شهرين على دخول مجموعة من المتمردين إلى إقليم تيبستي في شمال تشاد، يبدو رئيس البلاد ادريس ديبي اتنو عازما على استعادة السيطرة على تلك المنطقة الحدودية مع ليبيا حيث ينتشر مهربون ومرتزقة، وقبل كل ذلك، متمردون.ويقول الباحث الفرنسي في معهد العلوم السياسية بباريس رولان مارشال إنّ «إدريس ديبي مهووس بما يجري في الشمال».
وتضاعف انشغال الرئيس ديبي إثر توغّل مجموعة متمردين تشاديين في بداية فيفري، آتين من ليبيا من جهة الشمال الشرقي.
مثّل ذلك توغلا مقلقاً بما فيه الكفاية لكي يطلب الرئيس الدعم من حليفه الفرنسي الذي شرع بتوجيه ضربات جوية لوقف التقدّم.
وكشف مصدر قريب من الرئاسة التشادية لوسائل إعلامية فرنسية أنه «بعد التوغل وفي ظل وجود عناصر متمردة في الجنوب الليبي، فإنّ رئيس الدولة يتخذ إجراءت لمواجهة أي احتمال».
وفي بداية مارس، توجّه وزير الأمن محمد علي صلاح في مهمة إلى تلك المنطقة لعدّة أيام. وأعلن من هناك إغلاق الحدود مع ليبيا، بحضور التلفزيون التشادي.
وقال بينما كان محاطاً بعسكريين إنّ «هذه المنطقة تحوّلت إلى ملتقى لجميع العصابات والإرهابيين والمتمردين». وأعلن كذلك «نزع السلاح من كافة السكان» و»الحظر الرسمي لأعمال التنقيب عن الذهب».
الشبان، ضحية
ويتابع التشاديون كل مساء عبر التلفاز تقدّم وزير الأمن وقواته المصرين على استعادة المواقع الغنية بالذهب من المنقبين.
وتواجه التشاد مشاكل تتعلق بنقص العتاد العسكري، إذ أن «الحدود تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر والجيش لا يمتلك الموارد اللازمة، خاصة المياه، للانتشار بشكل دائم في هذه المنطقة».
وتهدف أيضاً هذه «الحملة» الرامية لإظهار أن الجيش يسيطر على الأرض، إلى ردع الشبان عن الانخراط في التنقيب غير الشرعي عن الذهب.
وتنتشر في تيبستي مواقع تعدين الذهب فوق التضاريس الصحراوية. وكل يوم، يأتي شبان مضطرون لمغادرة قراهم لأسباب اقتصادية للاستقرار فيها. ويقلق هذا القرب مع مجموعات المتمردين التي اختارت الإقامة في الجانب الآخر للحدود في جنوب ليبيا، نجامينا.
تعقّب العصابات
وأعلن وزير الأمن في زيارته الجديدة إنشاء قوة أمنية مشتركة تشمل عناصر شرطة وأمنيين وعسكريين. مهمتهم: «تأمين الحدود» و»تعقّب العصابات والإرهابيين».
لكن مصدراً عسكرياً في نجامينا يقول إنّ «الفرقة المشتركة مشكّلة بصورة أساسية من عناصر دفاعية منتشرة في الأساس في ثكنات الشمال، ولا أرى ماذا يمكن لهذه الفرقة أن تفعله».
تزامناً، وقّع الرئيس ديبي مرسوماً يعيد تنظيم الجهاز الأمني. وقد استبدل رئيس أركان الجيش، وعين جنرالاً ينتمي إلى تيبستي مستشاراً في الرئاسة لشؤون الدفاع الوطني.
وكشف ضابط في الجيش لفرانس برس أن «التوغّل الأخير أظهر ثغرات ضمن منظومة الأمن في الشمال». ويضيف أنّه «تمّ اكتشاف تواطؤات، ولهذا أعاد الرئيس تشكيل المنظومة الأمنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)