الجزائر

التسوّل والتشرّد يخطفان ملامح البراءة في تيزي وزو



التسوّل والتشرّد يخطفان ملامح البراءة في تيزي وزو
تميزت جل شوارع مختلف بلديات مدينة تيزي وزو ، في الآونة الأخيرة بانتشار كبير وملفت للنظر للمتسوّلين والمتشرّدين والمرضى عقليا ، من مختلف الأعمار وكلا الجنسين، حيث أضحى وجود هذه الفئة عند محيط كل من المساجد و الأسواق والإدارات وحتى المستشفيات والعيادات الخاصة أمرا لابّد منه.
الملفت للانتباه أن عددا هامّا منهم يشكل فئة عمرية حساسة وحرجة، تمثلت في فئة الأطفال والقصر من الجنسين، بل وحتى الرضع وحديثي الولادة، يفترشون الأرصفة بمفردهن أو مع من يدّعون أنهم أولياء أمورهم عوض جلوسهم بمقاعد الدراسة، فيحرجون كل سائر وزائر أراد التجوّل أو خرج للتبضّع والتسوّق بعبارات التوسل المؤثرة والمتشابهة، « عمو أعطني نشري خبزة »، ثيابهم بالية ومظاهر البؤس والوسخ والفقر شوّهت براءتهم، همّهم الوحيد جمع دنانير يسدون بها جوع يوم حار أو بارد ، ومتطلبات عائلاتهم التي تنتظرهم كل مساء - حسب زعمهم - خاصة بالنسبة لليتامى والذين أرغمتهم أوضاعهم المعيشية على احتراف هذه المهنة بعد مرض أو إعاقة آبائهم، مثلما هو الحال بالنسبة «لأمين» الذي التقته الجزائر الجديدة في إحدى أزقة بلدية بوغني ، مستلقيا على الرصيف من شدة التعب ويرتعش من شدة البرد، أمامه إناء وضعت بداخله دنانير معدودات، حيث قال لنا بأن حياته انقلبت رأسا على عقب ، بعد إعاقة أصابت والده، أين وجد نفسه مرغما على ّ في الشارع من أجل مساعدة والدته التي تشتغل منظفة في إحدى العمارات بتيزي وزو وأسرته الفقيرة، كما أكدت لنا «مريم» أنها اختارت الحرم الجامعي لمزاولة مهنتها، حيث أكدت لنا أنها مجبرة على التسوّل مباشرة بعد خروجها من المدرسة ، حتى تتمكن من إكمال تعليمها، لأن والدها أرغمها على هذه المهنة كشرط لإتمام دراستها، أين تنهدت وتنفست بعمق كبير وقالت " أنه لا يزال أمامها الكثير حتى تبلغ مرحلة الجامعة" .
ح.سفيان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)