الجزائر

الترميم الخاطئ لجامع البراني عجّل بسقوط جزء من سقفه



الترميم الخاطئ لجامع البراني عجّل بسقوط جزء من سقفه
كشف السيد عبد الوهاب زكاغ، المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية ل "المساء"، أنّ ترميم سقف جامع البراني الذي سقط جزء منه الخميس الفارط، سيتطلب فترة زمنية قد تصل إلى ثلاثة أشهر، مضيفا أنّه لو تزامن الحادث مع أداة المصلين الصلاة، لسقط، على الأقل، ثلاثون قتيلا. وقال السيد زكاغ ل "المساء" إنّه كان يعتقد بأنّ جامع "البراني" هو أعتد مسجد في القصبة، ولكن الواقع أثبت عكس ذلك، والسبب "الترميم" الذي "حظي" به في سنوات التسعينات، حينما دُعّم بالإسمنت والزفت. ومما زاد الطين بلة تزويده بسقف جاهز أخفى كلّ العيوب.واعتبر زكاغ أنّ سقف جامع "البراني" لم يُدعَّم بالمواد الأصلية، بل وُضع الإسمنت والزفت فوق التراب والخشب، مضيفا أنّ المياه التي تسرّبت إلى السقف لم يُتفطن لها بسبب السقف الجاهز الذي لا يلائم دُور القصبة. وأشار المتحدث إلى ترحيل 37 عائلة كانت تسكن بجوار الجامع إلاّ بيتا واحدا لرجل يملك شركة خاصة بسيارات الأجرة، رفض المغادرة، مشيرا إلى أنّ المياه تتغلغل بين هذه الدار المبنية بشكل فوضوي والجامع؛ مما عجّل بسقوط خُمس سقفه، "وحان الأوان لكي نخلّص الجامع من هذه الدار اللصيقة به"، يضيف زكاغ.كما أكّد المتحدّث الشروع في تطبيق مخطط استعجالي على مستوى جامع "البراني"، حيث تمت الاستعانة بشركة تهتم بترميم "الأقواس" بالقصبة، لتنفيذ المهمة، حيث سيتم تغطية سقف الجامع لمنع دخول الأمطار، ومن ثم تدعيمه حتى لا يسقط على العاملين به، وفي الأخير إعادة بنائه بالمواد الأصلية، وهذا بعد نزع الإسمنت والزفت منه. أما الميزانية المخصّصة لهذه العملية فقال زكاغ إنّها ستُقتطع من ميزانية ترميم القصبة.للإشارة، لم يشأ إمام جامع البراني السيد كريم بهاز الإدلاء بأي تصريح ل "المساء"؛ بحجة أنّه تلقّى تعليمات من وزارة الشؤون الدينية بعدم التحدث إلى الصحافة وعدم السماح بتصوير المكان من الداخل، بيد أنّه قال بأنّ الشخص الوحيد الذي جُرح إثر الحادث جروحا طفيفة أصيب بها عند هروبه. وبالمقابل، تبرّع بعض سكان المنطقة بثلاثة مخيمات كي يؤدي المصلون صلاتهم إلى حين الانتهاء من ترميم الجامع.من جهة أخرى، يقع مسجد "البراني" بالقرب من قلعة الجزائر، بُني سنة 1653 إبان الحكم العثماني، بهدف تمكين المصلين الأجانب من الصلاة. كما تمّ توسيع المسجد بعد انتقال السلطة السياسية العثمانية في 1818 إلى القلعة، ليصبح مقرا لحكم الآغا، ويتم تحويله في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي، إلى ثكنة، ثم إلى كنيسة سنة 1839، ومن بعدها عاد إلى وظيفته الأولى كمسجد، مع العلم أنه صُنف عام 1887 من طرف الإدارة الاستعمارية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)