الجزائر

التراث هو أحد البدائل الاقتصادية، والإعلام لا بد أن يلعب دوره



أكدت الدكتورة فائزة رياش، رئيسة الجمعية الوطنية "تراث جزايرنا"، أن اختيار الأسرة الإعلامية بالضبط، جاء للحاجة إلى إدارة التراث الثقافي. وأضافت خلال ندوة صحفية على هامش الزيارة: "لا بد من إشراك القطاعات الأخرى؛ كالسياحة والبيئة وخاصة الإعلام، الذي نحتاجه بقوة لتسويق التراث الثقافي، لكن شرط أن تكون المعلومات صحيحة، تعكس، حقيقة، قيمة التراث الأصيل الجزائري".توضح المتحدثة: "الكثير من المعلومات التي تصول وتجول في وسائل التواصل الاجتماعي، خاطئة. وعندما نصححها كأثريين، فالقليل من يستمع إلينا، لكن عندما تكون المعلومة صحيحة من قنوات عمومية وخاصة ورسمية، الكثير سيستمع إليها، فمثلا قصبة مدينة الجزائر، ليست عثمانية، بل تعود إلى الدولة الزيرية؛ أي إلى بلقين بن زيزي بن مناد في القرن العاشر ميلادي. وتعود إلى فترة ما قبل التاريخ، والآثار الفينيقية والرومانية بها شاهدة على ذلك. و"سيفار" لا توجد به كهوف وليس به جن، بل هو عبارة عن مخابئ صخرية فقط". وأضافت: "سيكون هناك تكوين للإعلاميين تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون؛ خدمة للتراث الثقافي بالدرجة الأولى؛ فنحن نرى أن التراث هو أحد البدائل الاقتصادية". وأشارت الدكتورة رياش إلى أن كل دول العالم تعتمد على التراث كأحد البدائل الاقتصادية؛ لأننا نعرف أن الاقتصاد الثقافي مدخوله يغطي 30 بالمائة من الاقتصاد العالمي. وتقول: "كل الدول تعمل الآن من تسيير التراث إلى إدارة التراث، وتعطي قيمة له، هي ليست مسؤولية جهة فقط، بل مشتركة بين عدة قطاعات؛ كالتربية والسياحة والاتصال وغيرها، فنحن نقوم بنشاطات، لكن لا بد أن يكون لها صدى وصوت؛ فالجزائر غنية، وفي كل منطقة منها آثار ما قبل التاريخ، ومن الفترات القديمة؛ النوميدية، والفنيقية، والبيزنطية، والإغريقية والإسلامية".
ليس هناك تسويق وترويج حقيقي
ونبهت المتحدثة إلى غياب ترويج وتسويق للتراث قائلة: "متحف المنيعة غير معروف. كما أن تبسة، لوحدها، تحصي أكثر من 400 موقع أثري لفترة ما قبل التاريخ، لكن للأسف الشديد الترويج له من مسؤولية الإعلام. لا بد أن يكون هناك إعلام ثقافي يروّج للتراث الذي نحتاجه كبدائل اقتصادية، لأن المجتمع يتابع الاعلام، وكل هذه الثروات في طريق الاندثار. ولا بد من المحافظة عليها. صوتنا كجمعية لا يكفي، وهنا لا بد أن يلعب الإعلام دوره".
وفي ما يخص المسالك الثقافية قالت رياش: "لا توجد مسالك ثقافية مرسمة للأسف الشديد، ومصالح وزارة الثقافة خاصة الديوان الوطني للممتلكات الثقافية، يعمل على خلق مسار سياحي، لتحصيل المداخيل؛ لأنها مؤسسة ذات طابع اقتصادي. ونحتاج اليوم إلى خلق مسارات حقيقية، خاصة مع وضع الخريطة الأثرية؛ فهناك مواقع أثرية ظهرت، وأخرى تحتاج لرد الاعتبار لتدخل ضمن الإطار السياحي". وتشرح قائلة: "كل منطقة يمكن أن نفعل فيها مسارا سياحيا". وأضافت الدكتورة رياش قائلة إن دول العالم كلها تدير التراث، ونحن محظوظون؛ فلأول مرة تتحدث السلطات عن الاستثمار في الثقافة، وهي فرصة لنا للاستثمار في التراث؛ فإذا لم نحافظ عليه الآن لا يمكن الاعتماد عليه مستقبلا".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)