الجزائر

‏ التداول على الأحزاب !‏



أدهشني شرح أحد قادة الأحزاب الوطنية للديمقراطية أمام جمع قليل من مناضليه وأغلبية من الفضوليين، عندما قال إن الديمقراطية التي يريدها الشعب هي أن يرى وجوها جديدة، وأن يتمكن الشباب من المسؤولية.قلت أدهشني لأن هذا المسؤول الحزبي لم يتنح من رئاسة الحزب منذ تأسيسه في التسعينات، ورفض كل محاولات القاعدة المطالبة بالتداول على كرسي قيادة الحزب، ويجرؤ على الحديث عن الديمقراطية وتعداد مزاياها، محاولا دغدغة عواطف الشباب.
والأمر لا يتعلق بحزب واحد أو اثنين، وإنما معظم الأحزاب في الساحة السياسية يرفض قادتها مبدأ التداول على القيادة والزعامة، الى درجة أن بعضهم حوّل الحزب إلى ملكية خاصة ويرفض أي نقاش أو مجرد فتح باب التغيير لتشبيب الحزب!
فكم من حركة انشقاقية شهدتها الساحة الحزبية لغياب الحوار وأبسط مبادئ الديمقراطية داخل الحزب؟ والدليل على ذلك أن سبعة عشر حزبا جديدا يوجد الآن قيد التأسيس، الأغلبية منها لمنشقين عن أحزابهم الأصلية.
جميل أن نتحدث عن الديمقراطية ونذكر بمزاياها لكن الأجمل أن نطبق المثل الشعبي القائل: ''المومن يبدأ بنفسه''، بحيث لا يجب أن ندعو لشيء ولا نطبقه، ذلك أن الديمقراطية ممارسة فعلية وليست قولا فقط.
والسؤال المطروح أي مصداقية لمن يتمسك بكرسي الزعامة الحزبية ويرفض التداول والنقاش الحر والديمقراطي داخل هياكل حزبه، بينما يتغنى ويتشدق بهذه الديمقراطية ويستعملها كورقة انتخابية؟
إن الديمقراطية هي تداول على السلطة لكن ليس التداول على كرسي الحكم فقط. بل على كل مراكز المسؤولية التي تفرزها الانتخابات، وفي مقدمتها قيادة الأحزاب إن كانت هذه الأحزاب التي تراهن على صوت الشباب في الاستحقاقات تسعى فعلا لتمكين الشباب من هذه المسؤوليات في إطار التشبيب كما يدعي بعضها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)