الجزائر

التخلف وثقافة التدوير !!



بقلم: خيري منصور
ما أشبه الجاهل بمريض يصر على خداع نفسه ويرفض الاعتراف بما يعانيه من مرض قد ينتهي به الى الهلاك فالجاهل كما قيل في الأمثال والحكايات عدو نفسه اولا وهو لا يعلم كما ان المريض الذي يعالج مرضا عضالا بالكمادات المنقّعة بالماء ينتحر ببطء ويذكرنا بالقط المسكين الذي لحس المبرد واستمرأ مذاق دمه حتى الموت .
فهل من المعقول إننا في هذا العالم العربي الذي يستحق ان يُعلن منطقة منكوبة لم تتوصل بعد إلى تعريف دقيق للجهل ؟ فهو أولا ليس مرادفا للامية لأن هناك من ينالون أغلى الدرجات في مجالات تخصصهم لكنهم جهلة بمقياس آخر خصوصا بعد أن أصبح التعليم بفضل تجارته وتحوله إلى نمط إنتاج للكسب يمنح رخصة للحصول على وظيفة لا تختلف عن رخصة قيادة السيارة واعرف نماذج من تخرجوا من الجامعات يقولون بشيء من الافتخار إنهم لم يفتحوا كتابا منذ تخرجوا وقد يسخرون من زملائهم إذا استمروا في القراءة وتثقيف أنفسهم وهنا نتذكر عبارات تقليدية يتبادلها الناس ومنهم متعلمون عن الأذى الذي يتسبب به الفكر والموعظة المتكررة هي الإقلاع عن التفكير وسد الباب الذي تأتي منه الريح !
وكما أن بعض الفقراء الذين يخجلون من فقرهم ويسترونه كالعورة بمساحيق من مستحضرات القروض البنكية والارتهان لكمبيالات الدائنين هناك بالمقال جهلة يفعلون ذلك ويحاولون أن يستروا العورة ببضع عبارات يلتقطونها من الفضائيات أو المقاهي لكن هذه الذخيرة البائسة لا تدوم أكثر من بضع دقائق ثم يتكشف المستور وتفوح رائحته وقد لا يدرك البعض إن للجهل رائحة وقد تكون حادة وتزكم الأنوف لكن من ينفقون المال على شراء العطور لأجسادهم لا يتذكرون إن هناك روائح أخرى يفرزها الجهل وتحتاج الى مضادات لها في مقدمتها قدر من القراءة والوعي بما يجري في محيطهم !
وحين تدور عقارب الساعة إلى الوراء بانتظام وأحيانا بتسارع فمعنى ذلك ان التدخل أصبح ميؤوسا من علاجه لأنه تحول إلى بديل مقرر ومعترف به وله الكلمة الأخيرة !


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)