التحولات الاجتماعية واثارها على ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية

مرت كرة القدم الجزائرية منذ الاستقلال بعدة مراحل من حيث النتائج و التنظيم ،و الملاحظ لسيرورة تاريخ هذه الرياضة نستقرئ العمق الاجتماعي لكرة القدم لدي الجمهور الرياضي الجزائري ،فاغلب التظاهرات و البطولات الوطنية و الإقليمية و الدولية سواء للأندية أو المنتخبات شهدت متابعة غير عادية للجمهور الجزائري مما يفسر تعلق هذا الأخير بكرة القدم . وما يهدد اليوم الروح الرياضية العالية أكثر من أي وقت مضي،هو المبالغة الكبيرة في أهمية الانتصار والتفوق على الخصم وقد أصبح اللعب من أجل تحقيق النصر جوهر أي منافسة رياضية فالمبالغة في الحرص على الفوز أصبح أيضا يدفع المشاركين أكثر فأكثر إلي خرق و تجاوز القوانين تحت تأثير الجمهور، و أصبح المشاركون يجادلون سلطة الحكم حتى الصخرية و الاهانة بسبب خوفهم من الهزيمة أصبحوا ينظرون إلى خصومهم كأعداء يجب قتالهم، و في بعض الأحيان بمؤامرة من المدربين و المسيرين، يلجؤون إلى ممارسات ماكرة و حتى استعمال العنف لتحقيق غايتهم، فمثل هذه الانحرافات أصبحت تغذيها موجة العنف و عدم الانضباط .