الجزائر

التحول الديمقراطي المنشود... الأمل والتحدي


التحول الديمقراطي المنشود... الأمل والتحدي
الجزائر مقبلة على استحقاق مهم ومفصلي في تاريخها، مهم لأن محددات المرحلة المقبلة ستتحدد بناء على ما يفرزه هذا الاستحقاق من نتيجة، وعليه فالترقب ملمح مهم تنتظره الطبقة السياسية والمجتمع على حد سواء، ومفصلي لأن من سمات المراحل في الجزائر على وجه الخصوص التغيير ولو الظاهري في الرجال والسياسات بناء على التغير الذي يحدث على مستوى رأس الهرم وفق نظرية التبدل البيني للأدوار.لا نعتقد أن هناك من يحوز نسبة ولو قليلة من الأمل في رؤية وضع جديد وذلك في ظل المعطيات الراهنة التي تدفع إلى الاعتقاد باستمرار الحال إلى أجل غير مسمى، فالمواطن البسيط لم يعد يهمه الشأن السياسي إلا بالقدر الذي يمكن أن ينعكس على حياته ومشاكله اليومية التي أرهقت كاهله وأفرغت جيبه وجعلت قلبه معلق بالزيادات في الرواتب، وتمني توقف الزيادات في الأسعار التي عادة ما لا تتأخر عن تلك الزيادات وهو وفي هذا العدو المنهك كالظمآن الذي يلاحق السراب ...حتى يدركه الفناء.أما الطبقة السياسية وبعد أن فقدت الشرعية لدى قواعدها نظرا لتنصلها من مسؤولياتها ومبادئها وضيّعت المشروعية بعد ما صارت تسير بمنطق التآمر والانقسامات والولاءات وفقدت الرؤية والهدف بعدما أصبحت تقتات على ما يبقى من الفتات وترضى بذلك، لذلك لم يعد يُرجى أن يأتي التغيير من ناحيتها بعدما فقدته داخل قواعدها، ولا ندري أي قوة وأي مصداقية صارت تملكه هذه الطبقة بعدما صارت تتسوّل غيرها أن يمن عليها بعدم الترشح لعهدات أخرى كي يفسح لها المجال، ولا ندري هل الطبقة السياسية اليوم مقتنعة أن لها مقدارا من القدرة على التأثير والإقناع والوجود في الشارع ؟ الذي فقد أصلا نكهة التعاطي مع الفعل السياسي لأسباب عديدة، ولا ندري هل بهذا التسوّل والتشرذم يمكن للطبقة السياسية أن تطرح نفسها كبديل يحمل مشروع تغيير حقيقي يحمل الأمل والعمل.الرهان اليوم و الأمل القائم - إن صح الإطلاق- هو في إمكانية حدوث تغيير من العمق أي من عمق المؤسسة المسيّرة للدولة والمتحكمة في دواليبها، انطلاقا من ضرورة التغيير في زمن التربّص بالدول والشعوب التي تستعصي وتأبى الانصياع فلا نأمن أن يحدث توتر هنا أو هناك، أو مطالبة والمطالبات كثيرة، أو احتجاج ودوافعه أكثر من أن تحصى، فيجد ذلك أرضية خصبة لينموا ويتكاثر ليأكل الهشيم الذي مكثنا لعقود نراكم بعضه على بعض ونؤجل ثم نؤجل لكن إلى متى ؟ هذا الوضع كما أنه لا يعجب عموم الناس والغيورين على هذا البلد سواء من خارج المؤسسة المسيرة للبلد أو من داخلها الظاهر منها والخفي لذلك وفي ظل هذا التجاذب يمكن أن يكتسب مُحب الخير للجزائر القوة من شرعية طرحه وموضوعيته مما يعطيه الحجة في وجوب الخروج بالجزائر من المأزق السياسي الذي ظلت تتراوح فيه.من غير ذلك فإن الأمل في حدوث تغيير من خارج المؤسسات القائمة بعيد المنال وطرحه لا يحوز لا القوة السياسية ولا المصداقية الكافية ولا الطرح القوي ولا النزاهة المطلوبة في مثل هذه المنعطفات والفرص التاريخية التي ضيّعنا الكثير منها مما أحالنا إلى حالة من اليأس والقنوط الذي قد يؤدي إلى الانتحار بشكل أو بآخر -لا قدر الله-.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)