إنَّ محاولة فهم النظرية اللغوية المعاصرة وامتداداتها في العالم العربيِّ منوطةٌ بقراءة أصولها وفروعها المعرفية في المدارس اللسانية الغربية، وقياسِها إلى خصائص اللغة العربية، ليتبيَّن مدى ملاءمة هذه النظرية للعربيَّة من عدمه. وضمن هذا السياق المعرفيّ يندرج هذا المقال، حيث ترتسم غايته في بحث مشكلة علميّة تكرِّسها كثير من الدراسات العربية الحديثة التي أسقطت التحليل الصيغميَّ المورفيمي على الكلمة العربية إسقاطًا آليًّا لم يراعِ ـ في كثير من الأحيان ـ الخاصيَّةَ الصرفيَّة لهذه اللغة الساميَّة. وعلى هذا يكمنُ الهدفُ الرئيس لهذا البحث في تحديد الأطر الوظيفية والمفهومية للتحليل المورفيمي، ومقارنتها بالسمات الوظيفية للميزان الصرفي، ليتَّضح مدى كفاءة هذا التحليل المعتمد في الدراسات العربية الناقلة في وصف بناء الكلمة العربية. ينقسم البحث إلى ثلاثة أقسام رئيسة تجمع بين الأصول النظرية للمورفيم، وبين أصول الفكرة الوظيفية في الصرف العربي، كما تجمعُ إلى ذلك ملامح المفارقات الجوهرية في الدراسات العربية الناقلة التي تتبنَّى التحليلَ المورفيمي للعربية مع عقد مقارنات بينها وبين التحليل الصرفي لتلك الظواهر كما عرضتها كتبُ التراث.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بوزغاية رزيق
المصدر : AL-Lisaniyyat Volume 23, Numéro 3, Pages 255-290 2017-12-25