التحقيقات مستمرة لكشف علاقة عناصرها بالقاعدة في الساحل

 أودع قاضي التحقيق بمحكمة عنابة، عشية أمس، تونسيا وزوجته الجزائرية وثلاثة موظفين بعنابة الحبس المؤقت، على خلفية تورطهم في تكوين شبكة مختصّة في تزوير الوثائق الرسمية، وسرقة وتهريب السيارات الرباعية الدفع نحو دولة مالي.
تفكيك عناصر هذه الشبكة المختصة في تزوير الوثائق الرسمية، تم إثر معلومات وردت إلى مصالح الدرك الوطني، حول نشاط مشبوه لأشخاص يقيمون بحي ''ساحة السلاح'' الشعبي ببلدية عنابة، بأشخاص أجانب يقيمون بفرنسا ومالي ينشطون ضمن شبكة دولية مختصّة في سرقة وتهريب السيارات رباعية الدفع نحو الحدود الجنوبية للوطن باتجاه مالي.
وحسب مصادر ''الخبر''، فقد فصل محققو الأمن في موضوع المتابعة القضائية إلى جزأين؛ الجزء الأول يتعلق بقضية التزوير واستعمال المزور في وثائق رسمية، وتكوين شبكة مختصّة في سرقة وتهريب السيارات، في حين لا يزال الجزء الثاني في القضية محل تحقيقات أمنية على أعلى مستوى، حول شبهة علاقة الموقوفين بعناصر القاعدة بدول الساحل، لاسيما أن اعترافات الموقوفين بينت أن رئيس هذه الشبكة من جنسية تونسية، ويقيم بولاية عنابة منذ .2005
وتفيد معطيات الملف القضائي بأن التونسي قام بتزوير وثائق الهوية الوطنية، حيث تمكن بتواطؤ بعض موظفي البلدية والدائرة من الحصول على شهادات ميلاد مزورة بولاية عنابة، حيث استغلها من أجل استخراج جواز السفر الجزائري ورخصة السياقة وبطاقة التعريف الوطنية.
كما حقق قاضي التحقيق مع زوجته الجزائرية، التي كانت تقيم معه بنفس الحي في بلدية عنابة، عن أفعال تتعلق بالتّستر عن الجريمة وعدم التبليغ، خاصة أن المعنية كانت ساعدت رئيس العصابة على إخفاء هويته التونسية وإيوائه في منزلها، رغم علمها بأن المعني قام بتزوير وثائق الهوية الجزائرية.
واعترف التونسي الموقوف، أثناء استجوابه من طرف مصالح الأمن، بأنه كان على علاقة بعناصر آخرين يقيمون بالجزائر وشخص آخر أجنبي يقيم بفرنسا، كان يساعده في تمويل عمليات السرقة محليا، بالإضافة إلى مساعدته في إدخال السيارات رباعية الدفع المسروقة من عدة دول أوروبية، والتوجه بها من طرف عناصر آخرين نحو الجنوب الجزائري، وبالتحديد نحو الحدود الجنوبية المحاذية لدولة مالي، بهدف بيعها إلى ماليين وأشخاص مجهولين كان الشخص الفرنسي المبحوث عنه من طرف مصالح الأمن يقوم بإجراءات البيع مع الطرف الآخر المقيم بمالي، خاصة أن معظم الجماعات التي تقوم بشراء السيارات الرباعية الدفع تنشط في التهريب والمتاجرة في الأسلحة والنشاط الإرهابي.