الجزائر

التجديد في المسرح ليس خاصا بالأفكار فقط بل يمس التعامل مع الإدارة



التجديد في المسرح ليس خاصا بالأفكار فقط بل يمس التعامل مع الإدارة
قدّم الممثل حميد قوري نص مسرحيته الجديدة التي ستكون حاضرة بعنابة قريبا، والموسومة ب”أشرعة الحب”، حيث غاص عبرها في تحليل وقراءة الواقع الجزائري سيما غياب ثقافة التواصل والاتصال وسط الأسر وبالخصوص لدى الأزواج، ممّا يؤدي حتما إلى الطلاق. ويرى بأنّ التجديد في المسرح يأتي شاملا لا خاصا دون استثناء التعامل مع الإدارة.أكدّ الممثل المسرحي حميد قوري، أول أمس، بفضاء صدى الأقلام، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، والذي يعدّ واحدا من الدعاة لإقامة مسرح جديد، بأنّ التجديد والتحديث في الفن الرابع على حدّ تعبيره لا يمس الأفكار والمحتوى فقط، بل يتعداه إلى التغيير والتجديد حتى في طريقة المعاملة والعلاقة مع الإدارة، وكذا فيما يتعلق باختلاف زوايا معالجة موضوع معين. وأوضح المتحدث غوري بأنّ الفكرة التي يسعى لطرحها في نص المسرحي الجديد ”أشرعة الحب”، هي التركيز على انعدام ثقافة الاتصال بين الأزواج في المجتمع الجزائري والتي تؤدي إلى عواقب وخيمة، بدايتها التشتت والتفكك الأسري وتشريد الأولاد، عكس ما هو سائد في عديد البلدان العربية والأجنبية التي تعرف تماسكا واتصالا قويا لدى أزواجها. وقال حميد غوري بأنّ الأشياء البسيطة بين الزوجين هي التي تصنع الفارق، والحب بينهما يصنع المعجزات التي لا يمكن للأموال تحقيقها. وأشار بأنّ فكرة العمل خطرت بباله يوم قرأ رسالة لزوجة أمريكي على الفايسبوك تركتها له بعد وفاتها، حيث بنى الكاتب أحداث المسرحية على ثلاث شخصيات لتجسيد موضوع العمل، هي شخصية طفلة مراهقة، أمها في الأربعينات وأبوها في بداية الخمسينات، أين يصور الكاتب بعد توالي الأحداث إبراز علاقة العشق بين الزوجين في الجامعة، التي اعتبرها بمثابة فضاء للإحساس ولا تتعلق بالمعلوماتية تحمل في طياتها أفكار التنوير والتغيير في الوقت نفسه. وأضاف غوري بأنّ المرأة التي تتقمص دور الزوجة تنتمي إلى عائلة متواضعة، بينما الزوج فينتمي إلى قرية نائيةن لكن فكره يساري اشتراكي شغوف بأفكار الرجل الثوري تشيغيفارا، وكارل ماركس وغيرهم من وراد الفكر الاشتراكي، حيث يسرد بين الولع الشديد للمرأة العاشقة التي كانت تشاهد الدنيا بأعين زوجها فقط، وانتهت قصتهما حسبه بالزواج ليبدأ فصل آخر بدوران عجلة الحياة، تتلاشى علاقة الحب بينهما بعد سنوات من الزواج، كون زوجها له أحلام كبيرة أصبح يعشق أمورا أخرى كالجاه والأموال ومظاهر التبجج. لكن ولطيبة زوجته الكبيرة، رضخت لما أسماه غباء الواقع، وأصبحت تهمل نفسها، فلاحظت ابنتهما التي تدرس في الثانوية تدهور العلاقة بين أبويها، فأقامت حفلة على حسابها الخاص لإحياء ذكرى زواج أبويها، أمها نسيت هذا العيد إلا أن ابنتها أخذت صورا لوالديها لتذكر أمها بحياتها السابقة، أما أبوها فلم يأبه وقرر أن يطلق زوجته لأنه يعشق امرأة أخرى. لكن الغريب أنّ زوجته قبلت الأمر ببساطة شديدة ودون مقاومة أو رفض غير أنها طلبت من زوجها أن يأخذها في رحلة تنزه مدة 20 يوما، وكان الأمر من خلال جعل بيتهما مكانا افتراضيا يتخيلان الأماكن التي يريدان زيارتها، وخلال هذه الفترة استرجع الزوج الذكريات الحقيقية مع زوجته وقرر أن لا يطلقها ويكمل حياته معها، إلا أن زوجته صدمته بأنها مريضة بالسرطان. لتنتهي قصة المسرحية بنهاية درامية قاسية بموت الزوجة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)