الجزائر

"التجديد الريفي".. قرى تعود إلى الحياة وهجرة نحو المداشر




تعتبر سياسة التجديد الريفي التي شرعت الجزائر في تطبيقها منذ سنة 2008، من أنجح السياسات الاجتماعية والاقتصادية على الإطلاق، لما تمخضت عنها مشاريع اقتصادية بعثت الحياة لسكان الأرياف وأعادتهم إلى أرض أجدادهم بعدما هجروها في السنوات السوداء، حيث ساهمت هذه السياسة في إحياء قرى بكاملها وخلق ملايين المشاريع الفلاحية التي ساهمت في إنعاش الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدة مناطق، بالإضافة إلى إعمار المداشر وإعادة بعث الروابط الاجتماعية بين سكانها بعدما تفرقوا في وقت سابق باحثين عن الأمن في المدن الكبرى..اختيرت الجزائر ولأول مرة كنموذج اقتصادي ناجح في مجال التجديد الريفي والفلاحي، حيث احتضنت العاصمة الإيطالية روما مطلع السنة الجارية لقاءا اختارت له عنوان "ترقية نجاحات الجزائر في إطار التجديد الريفي كمحرك للنمو"، المنظم بالموازاة مع انعقاد الدورة 38 لمجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.وقد تحدث وزير الفلاحة السابق السيد عبد الوهاب نوري للعالم في هذا اللقاء عن التجربة الجزائرية الناجحة و الدروس المستخلصة في إطار تجسيد سياسة التجديد الريفي، حيث قال أن هذه التجربة تعد نتيجة للسياسات الموجهة لعالم الريف، وأكد الوزير أن الاهتمام الخاص الذي توليه السلطات العمومية لعالم الريف مرده قبل كل شيء إلى التضحيات الجسام التي قام بها خلال حرب التحرير الوطنية، وأضاف أن هذه التجربة نابعة من ضرورة جعل الفضاء الطبيعي الذي يتوزع عليه النشاط الفلاحي أكثر ملاءمة اقتصاديا واجتماعيا في الوقت الذي أصبح فيه الأمن الغذائي للبلاد "مسالة امن وطني وحتى سيادة وطنية".وتابع الوزير بقوله أن التحولات الأولى التي شهدها عالم الريف تتمثل في وضع حد لتهميش الفلاحة المعاشية التي كانت سائدة قبل الاستقلال لفائدة فلاحة جد متخصصة.أكد أن 13 مليون جزائري معنيون بالدعم مستقبلا، المدير العام للغابات محمد الصغير :التجديد الريفي شمل 06 ملايين جزائري و4221 قرية كشف المدير العام للغابات محمد الصغير نوال في تصريح للشروق اليومي أن الحكومة رصدت خلال البرنامج الخماسي الممتد إلى غاية 2019 أزيد من 500 مليار دينار لإنجاح سياسة الدعم الريفي التي حصدت نتائج إيجابية رفعت الجزائر نحو العالمية، حيث تهدف الحكومة إلى إيصال الدعم إلى 13 مليون جزائري ، بعدما شمل المخطط في مرحلتهم الأولى والثانية 07 ملايين مواطن.وأضاف أن البرنامج الخماسي القادم سيتوسع إلى عدة شرائح من سكان الجبال والمناطق الريفية والفلاحين على وجه الخصوص وكذلك الشبيبة الريفية، والمتخصصين في الصناعات التقليدية ومختلف الحرف، من خلال استفادتهم من مناصب الشغل وبناء مساكن ريفية وإعادة تنظيم مخططات شغل الأراضي، والتخصص في الزراعات، وتطوير عمليات تمويل النشاطات الفلاحية، وهي جهود حقيقية من الدولة وخاصة مع وجود التمويل، ولا ينقص سوى إنجاح جميع العمليات ميدانيا وضمان المتابعة الجيدة للبرامج المختلفة. وأضاف المتحدث أن سياسة التجديد الريفي التي انتهجتها الجزائر منذ 07 سنوات، ساهمت في إحياء عدد كبير من القرى، وأعادت الأمل والحياة لآلاف العائلات التي عادت إلى قراها ومداشرها، بفضل سياسة الدعم التي استفاد منها 07 ملايين شخص يقطنون القرى والأرياف، حيث تم تمويل 120 ألف مشروع ، شمل أزيد من مليون أسرة، تقطن في 903 بلدية و 4221 قرية. وأضاف أن القطاع الفلاحي يستفيد منذ 2001 من مخصصات مالية معتبرة من طرف الدولة، هناك المخطط الوطني للتنمية الفلاحية، الذي أعاد تنظيم مخطط إعادة شغل الأراضي، وأعاد توجيه المخطط العام للمزروعات نحو تخصصات الأكثر مردودية والتي تدر دخلا أفضل للفلاحين، كما أن العتاد الفلاحي والتجهيزات الضرورية، أصبحت متوفرة من خلال أنظمة مناسبة في مجال التمويل والدعم، كما تم توجيه دعم مقبول للفلاحين الذي يعمل على تنمية زراعة الحبوب وإنتاج الحليب والبقول الجافة، والمزروعات الموجهة لتغذية الأنعام والإنتاج الحيواني، ولكن فقط عندما يتم تنمية هذه الزراعات في مناطق تتوفر على إمكانات زراعية لتحقيق مردودية معتبرة، ووفق بطاقة فلاحية يتم تحضيرها من طرف المصالح الفلاحية التابعة للدولة، وعليه، فإن الأمر تعلق بتوجيه الفلاحين نحو طريقة جديدة لشغل الأرض ونحو بطاقة فلاحية وطنية. 05 وزارات وميزانية ضخمة لإنعاش الريف اقتصاديا واجتماعيابعيدا عن المدن الكبرى تتربع الأرياف والمساحات الغابية والجبلية في الجزائر على ثروة فلاحية هامة، من شأنها أن تحقق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي للجزائر، والتخفيف من فاتورة الاستيراد التي شملت مواد كثيرة من شأنها أن تنتج محليا، وهذا ما دفع الدولة إلى بعث مخطط اقتصادي هام لإحياء الريف رصدت له 07 ملايير دولار في الفترة الممتدة مابين 2001 و2009 ، حيث كلفت وزارة الفلاحة بقيادة هذا المخطط بالتنسيق مع أربعة وزارة تحت شعار " الأمن الغذائي قضية سيادة وطنية" ومع تراجع مداخيل المحروقات شدد رئيس الجمهورية على ضرورة إعطاء الأولوية القصوى للمشاريع الفلاحية بمختلف أشكالها، وتشجيع المواطنين على الاستثمار في قراهم ومداشرهم واستغلال كل شبر من أراضيهم الفلاحية، وهذا ما دفع وزارة الفلاحة إلى رفع تدعيم السكن الريفي من 70 مليون إلى 100 مليون ووعدت برفع القيمة قبل سنة 2017 إلى 120 مليون.وأعدت الحكومة مخططا خماسيا يجمع بين كل من وزارات الفلاحة، السكن، الداخلية، الأشغال العمومية، الموارد المالية حيث خصصت مبلغ 300 مليار دينار في الفترة الممتدة مابين 2010 و2014 لتدعيم وانعاش واستمرار سياسة التجديد الريفي.وقسمت الحكومة أموال الدعم إلى عدة مجالات أولها التجديد الزراعي الذي يعني النشاطات الفلاحية المباشرة: دعم إنتاج الحبوب، البقول الجافة، الحليب، القروض الفلاحية الميسرة، مسح ديون الفلاحين، ويتعلق الأمر إذن بمتابعة الجهد المسجل في إطار المخطط الوطني للتنمية الفلاحية. ويتعلق الشق الثاني بالتجديد الريفي وهو الشق الذي انطلق سنة 2008، يهدف إلى تطوير المناطق الريفية والهضاب، التي بقيت مشتتة ومعزولة وأغلبها عبارة عن مساحات بدون سند ملكية، ومساحات عادة ما تكون في شكل منحدرات، مع عجز في البنى التحتية والتجهيزات العمومية مثل المصحات والمدارس ومراكز التسلية، ومنشآت المياه والكهرباء. كما أن أغلب هذه المناطق تضررت كثيرا من مرحلة الارهاب بين 1993 و2002، التي سرّعت من ظاهرة النزوح الريفي الإجباري لعدة آلاف من سكان تلك المناطق نحو المراكز الحضرية. لقد تضررت كثيرا تلك الفضاءات الريفية التي عرفت اشتداد ظاهرة الفقر والنزوح الريفي. دعم البناء الريفي يشجع النزوح نحو الأريافساهمت سياسة دعم البناء الريفي التي كلفت بها الحكومة وزارة السكن بالتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في البلديات ووزارة الفلاحة ممثلة في مديريات الغابات، حيث ساهمت هذه السياسة في بناء أزيد من مليون سكن ريفي أعاد الحياة للقرى حيث قررت آلاف الأسر العودة إلى قراها ومداشرها بعدما استفادت من أموال الدعم الريفي لبناء السكنات التي انطلقت ب70 مليون لكل أسرة، ورفعتها وزارة السكن مؤخرا الى 100 مليون.وفي هذا الإطار تم إطلاق 1518 برنامج سنة 2009 على مستوى 944 بلدية، كما تم بناء 3000 وحدة سكنية ريفية خلال نفس السنة،هذه البرامج شملت حوالي مليون ساكن، استفادوا من المياه الشروب، وتهيئة قاعات العلاج وكذا من الكهرباء. كما تم إنجاز 10000 وحدة تربية لصالح 5823 عائلة، خلال نفس السنة.هذه السياسة ساهمت في اعتمار الأرياف التي استفادت أيضا من ألاف المشاريع الجوارية للتنمية الريفية المدمجة، متكونة من سلسلة من العمليات المدمجة التي تهدف إلى تطوير شروط حياة سكان الريف، عن طريق إعادة تهيئة الأرياف، وتنويع النشاطات الاقتصادية في الأوساط الريفية، وحماية وتثمين الموارد الطبيعية والتراث الريفي المادي وغير المادي، وصنفت وزارة الفلاحة هذه البرامج المصغرة والمندمجة بالبرامج الحقيقية الهادفة إلى تطوير الفضاء الريفي وتطوير إطار حياة السكان المحليين، كما أنه مخطط حقيقي لمكافحة الفقر.. 07 قرى مهجورة تعود إلى الحياة في تيزي وزو في قرية كان بالأمس القريب مجرد ذكر اسمها يعتبر خطا أحمر بولاية تيزي وزو، بعدما أصبح مرادفا للموت والإرهاب الذي دمرها رفقة 6 قرى أخرى عن آخرها ودفع سكانها لهجرها والنجاة بجلودهم فرارا من الموت والدمار المترصد بها خلال العشرية السوداء، إنها قرية بومهالة التابعة لبلدية سيدي نعمان غرب ولاية تيزي وزو، أكبر القرى السبع المهجورة بالمنطقة خلال سنوات الجمر، أكبرها من حيث التعداد السكاني والمآسي التي لحقت بها بعدما مثل أبناءها حينها لقمة صائغة للجماعات الإرهابية وتمكنها من استمالتهم وإلحاقهم بصفوفها، لتتحول بومهالة من قرية ال 24 شهيد الى قرية 50 إرهابيا زرعوا الرعب في الأنفس...سبع قرى ضمنها بومهالة، تالة مقر، شريط، ملاعيب وغيرها أقصيت من خارطة المنطقة بعدما أصبح الحديث عنها بصيغة الماضي فقط، مصير المئات من العائلات المشردة دفع بالسلطات بعد استتباب الأمن بالمنطقة، إلى تسطير برامج تنموية تحفز العائلات على العودة وبعث الحياة من جديد في منطقة فلاحية ذو إمكانيات هائلة، البداية كانت محتشمة ببرنامج إعادة الإعمار والتشجيع على العودة، برنامج تضمن إعانات مادية مخصصة لإعادة ترميم السكنات المهدمة والغير مصنفة في خانة الخطورة، خطوة كانت بحاجة للتشجيع على العودة وتقديم ضمانات ودعم كبيرين لإقناع العائلات على العودة، خصوصا بعدما أرهقها التنقل في المدن، عودة رافقتها مطالب بتوفير أدنى ظروف الحياة ووافقت عليها السلطات شريطة ألا تستثمر في قرى خالية من سكانها، جدلية استغرقت بعض الوقت لتستجيب السلطات لمطلب العائلات وتتمسك هذه الأخيرة بأراضيها. أعيد فتح الطرقات والمسالك الفلاحية، تركيب شبكة التيار الكهربائي وقنوات المياه الصالحة للشرب، مشاريع أنجزت في اطار المشاريع التنموية البلدية، القطاعية، دعم التنمية الريفية وغيرها من البرامج التي رفعت التحدي لبعث الحياة مجددا في هذه القرى، من خلال فتح الطرقات والمسالك الفلاحية، ترميم وتهيئة الينابيع الطبيعية، انجاز المجمعات المائية لسقي المنتوجات الزراعية، زراعة الأشجار المثمرة وغيرها من متطلبات القطاع الفلاحي بالأرياف، لتكون اليوم نموذجا يحتذى به في الجانب التنموي الريفي، حيث عرفت مختلف وكالات التشغيل والتحفيزات التي وفرتها الدولة للاستثمار والعودة لخدمة الأراضي، إقبالا كبيرا من طرف العائلات والشباب اذ لا يكاد منزل واحد بهذه القرى والبلدية ككل يخلو من وسيلة او مشروع دعم تنموي في ايطار سياسة الدعم الريفي، نظرا للمؤهلات الطبيعية والإمكانيات الفلاحية التي تمتاز بها المنطقة، فكان للدعم الفلاحي والعامل الامني الذي استتب من جديد فرصة لبعث وإنعاش القطاع الفلاحي في المنطقة."الشروق اليومي" وللوقوف على القفزة التنموية التي عرفتها المنطقة انتقلنا إلى قرية بومهالة، التي دبت الحياة فيها مجددا المستفيدين من مشاريع الدعم الفلاحي الشروق التقت بهم في القرى والمداشرهكذا غير التجديد الريفي حياة القرويينصنف من أكبر الناجحين في قرية بومهالةعبد الرحمان ..10 أبقار حلوب غيرت حياته استفاد السيد خروبي عبد الرحمان من دعم فلاحي قدر ب 10 أبقار حلوب غيرت حياته بالكامل، وحولته إلى أهم مواطن في قرية بومهالة، حيث اتجه لتربية البقر الحلوب وهو النشاط الذي لم يكن سهلا قبل سنوات، إلا أنه ومع الفرصة التي سنحت، حولته إلى منتج ماهر للحليب ومشتقاته، حيث زاد عدد الأبقار وبات يمول العديد من المحلات والمصانع، وبات يشغل معه العديد من الشباب .ويعتزم عبد الرحمان الذي يعتبر من أوائل المستفيدين من مشاريع التجديد الريفي في قريته بسيدي نعمان التي هجرها أهلها بالكامل في سنوات الإرهاب، شجع جيرانه وأصدقاءه لطلب الاستفادة من مختلف المشاريع الفلاحية، وهذا ما كان فعلا لأهل المنطقة الذين توافدوا للاستفادة من مختلف أشكال الدعم، حيث ساهموا في إنعاش قريتهم وحولوها إلى جنة منتجة وعامرة. استفادت من آلات لصناعة وتحويل الجبن"فهيمة" من مربية معز إلى أول صانعة جبن تقليدي في الجزائر تحصلت السيدة "فهيمة آيت عبد المالك على عدة جوائز وألقاب آخرها أفضل وأول صانعة جبن تقليدي في الجزائر، حيث تمكنت من تسويق منتوجها إلى الأجانب، واستطاعت استدراج سفراء ومسؤولين إلى بيتها ومصنعها المتواجد في أعالي جبال جرجرة.استفادت فطيمة من مشاريع الدعم الفلاحي التي مكنتها من الحصول على آلات حديثة لصناعة وتحويل الجبن الطبيعي، وبالرغم من أنه تقطن في قرية نائية بسفوح جبال جرجرة التي غادرتها عشرات العائلات خلال العشرية السوداء بولاية تيزي وزو، استطاعت السيدة "فهيمة آيت عبد المالك" ان تتحدى الصعاب ابتداء من قساوة الطبيعة والنمط المعيشي المزري بالجبال، وصولا للعرف الرافض لممارسة المرأة أشغالا غير تلك التي أسندها إليها المجتمع وما أكثرها بمنطقة القبائل .بإرادتها الفولاذية وطموحها الجامح تمكنت من اقتحام مجال كان بالأمس القريب حكرا على الرجال وحبيس جدران المصانع والوحدات الإنتاجية، لتكون بذلك نموذجا للنجاح والتحدي بكونها أول صانعة "أجبان المزرعة" على المستوى الوطني معتمدة على حليب البقرة والماعز، مستقطبة بجودة منتوجها اهتمام الأجانب من سفراء ومختصين في المجال، وتستقبل عائلات أجنبية في مجبنتها المتواضعة ليتلقوا تربصات تحت إشرافها."الشروق اليومي" زارت هذه المرأة القدوة والنموذج الناجح في ترويض الطبيعة وقساوتها واستغلال أدنى مؤهلاتها لصالح نشاطها، الذي استمر رغم الصعاب والعراقيل الطبيعية منها والبشرية، بروح امرأة مقاتلة هزمت الصعاب من حولها وجعلت من المستحيل حقيقة ينحني الكثير أمامها احتراما لإصرارها وتجربتها التي يشهد لها البعيد قبل القريب، استقبلتنا في منزلها الواقع بقرية بوعبد الرحمان ببلدية واسيف والذي يحوي مجبنتها في إحدى غرفه، وكذا مزرعتها الخاصة بتربية الماعز والبقر، لتروي لنا تجربة بقدر صعوبتها وقساوتها كان النجاح حليفا له. والغريب في الأمر أن فهيمة حولت حليب وجبن المعز إلى دواء لعلاج العديد من الأمراض بإعتراف أطباء المنطقة الذين كانوا يرسلون لها حيث استقبلت العشرات من مرضى السرطان، الزكام، فقر الدم والرضع حيث باتت تتفنن في صناعة اكثر من 50نوعا من الجبن، اعتمدت فيها على تجربتها المنزلية وكذا الوصفات الخاصة بذلك،تجربتها الفريدة وجودة منتوجها جعلها قبلة لعائلات فرنسية تحضر لمجبتنها قصد التربص على يدها، ونظرا لصعوبة العمل الذي يتطلب التفرغ التام له، فضل كل الفلاحين الذين حاولوا خوض تجربتها، أن يتمسكوا بتربية البقر وبيع حليبها متنازلين عن صنع الجبن لتنفرد به وتبقيه بصمتها الخاصة. استفادت من 10 خلايا لتربية النحل مهندسة بيولوجية تقتحم عالم النحل لاستغلال منافعه في العلاجنموذج آخر للتحدي وتحقيق النجاح بالتعايش مع الطبيعة والتمسك بالأرياف رغم قساوة العيش فيها، شابة في مقتبل العمر مهندسة بيولوجية، فضلت العودة لقريتها والعمل على البقاء فيها بالمساهمة في تنميتها واستغلالها ادنى مؤهلاتها، "رزيقة وازي" عمالة في صيدلية منحدرة من قرية آيت وعبان بأعالي عين الحمام شرق تيزي وزو، استفادت من مشروع للتجديد الريفي يتعلق بتربية النحل حيث استفادت من 10 خلايا.تلقت رزيقة فنون التعامل والنحل واستخراج عسله بتحدي جعلها تبعث نشاطا يعد بالكثير، الشابة التي لقيت دعما ماديا وتشجيعا على الاستثمار في هذا المجال، باتت من أشهر مربيات النحل في منطقتها، كما لم تقتصر عودتها على تربية النحل فحسب بل تكرس وقتها للدراسة والأبحاث لاستغلال كل مكونات العسل والشمع والشهد وغيرها في العلاج واستخراج المنافع الصحية لهذه المادة، كما تلقت عدة تكوينات فيما تعلق بتربية النحل وكل ما تعلق بهذا النشاط، كما أصبحت تلقن الراغبين في الاستثمار فيه، تكوينات تعرف إقبالا منقطع النظير من طرف سكان قريتها وكذا المناطق المجاورة، بعدما أصبحت تربية النحل تمثل مصدرا للعيش وفتح آفاق أخرى للإنتاج وإسهام الأرياف في خلق الثروة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتتواجد "رزيقة" على اتصالات مستمرة مع جمعيات أجنبية قصد الحصول على تكوينات في الخارج والاستفادة من تجربتهم في هذا المجال لنقلها الى الأرياف التي عرفت منذ الازل بخيراتها. لجنة القرية كونت ملفا واستفادت من 70 مليونالسكن الريفي المدعم ينقذ "حياة" وأطفالها من الضياعالسيدة "بوجمعة حياة" أرملة وأم ل5اطفال منحدرة من إحدى قرى ذراع الميزان جنوب تيزي وزو، لم تتمكن من الحفاظ على حقوق أطفالها بعد وفاة والدهم، حيث طردت من بيتها الزوجية رفقتهم، ولم تتمكن من الخروج للعمل بسبب عائلتها المحافظة، المعيشة المزرية والوضع الصعب الذي ترعرع فيه أطفالها المشتتين بين عائلة والدهم وأخوالهم، دفعها مرارا للتفكير في الانتحار والخلاص من الجحيم الذي تعيشه وأطفالها.إلا أن وضعها الصعب تغير بعدما عملت لجنة القرية على تكوين ملف لحصولها على إعانة للبناء الريفي، حيث تمكنت بفضل مساعدة فاعلي الخير من إتمام مسكنها ولم شمل أطفالها، وهو الانجاز الذي غير مجرى حياتها، حيث تحصلت على إعانة مادية من وكالة القرض المصغر وفتحت محلا لصناعة الحلويات التقليدية. الدعم الذي غير مجرى حياتها وأطفالها بعدما كانت على حافة الانهيارالشروق زارت السيدة بوجمعة حياة ووقفت على التغيير الكبير لحياتها بعد استفادتها من مشروع الدعم الريفي. استصلحت 60 هكتار من الأراضي ، غرست 200 شجرت زيتون وتربي 10 ألاف دجاجةالحاجة خميسية ..الفلاحة التي حيرت الجميع بأم البواقيحيرت الحاجة قدور خميسي الجميع بولاية أم البواقي، بقدرتها الفولاذية في خدمة الأرض وتربية الحيوانات، حيث حولا 60 هكتار من الأراضي البور الى جنة خضراء، وباتت من أشهر مربيات الدواجن والأغنام ومن أنجح زارعات القمح في منطقتها .هي من مواليد 24 سبتمبر من سنة 1954 بدوار الحاسي ،ببريش بدائرة عين البيضاء، بأم البواقي، اقتحمت مجال الفلاحة الذي كان حكرا لسنوات على شقيقها الرجل ،متحدية بذلك جملة من المشاكل والعراقيل التي اصطدمت بها خاصة بعد وفاة زوجها، أين أخذت على عاتقها تربية أبنائها من جهة، وخدمة أزيد من 12 هكتارا من أرضها من جهة ثانية و يمتد نشاطها إلى تربية الأغنام و الدواجن على مستوى ثلاثة مستودعات تصل طاقتها إلى 10 آلاف طير. الحاجة خميسي تملك تجربة 30 سنة، في ميدان الفلاحة وبدأت عملها منذ أن كان سن ابنها الأكبر 15 سنة، وهو اليوم يبلغ من العمر 37 عاما ، فرحيل زوجها إلى الرفيق الأعلى ،قبل 22 سنة، خلف لها تركة ثقيلة بين تربية أبنائها الستة منهم 3 ذكور، استأجرت قرابة 60 هكتارا من أراض فلاحية مجاورة، وحوّلتها هي الأخرى إلى جنات غنّاء، حيث غرست أكثر من 200 شجرت زيتون ومساحات شاسعة من القمح، لتصنف من أنجح المستثمرات اللواتي تحصلن على الدعم في ايطار سياسة التجديد الريفي، حيث تحصلت على معدات فلاحية وعدة مشاريع ناجحة. ثورة في تربية النحل والأبقارسيدي بلعباس نموذج ناجح للتنمية الريفية خصّصت مديرية الغابات لولاية سيدي بلعباس 40 مشروعا لدعم الاستثمار في مجالي تربية النحل والأبقار وقد استفاد 40 مستثمرا في تربية النحل من80 وحدة تحتوي كل واحدة على 10 خلايا مملوءة و 10 فارغة بمبلغ مالي قدر ب 119ألف دج، في حين استفاد مربو الأبقار والموالون من 20 وحدة أبقار تشمل كل واحدة 3 بقرات حلوب بمبلغ مالي قدر ب290 ألف دج للواحدة. هؤلاء تم اختيارهم من طرف خلية النشاط البلدي الريفي وكمرحلة أولى وقع الاختيار على كل من بلديات شيطوان، حاسي دحو، تسالة، لمطار، بن عشيبة الشيلية، وبوخنيفيس لحين تعميمها على باقي المناطق الأخرى.العملية حسبما أكده لنا مدير النشاط الفلاحي في المنطقة السيد محمد خليفاتي تندرج ضمن مشروع التجديد الريفي تضمنت في مرحلتها الأولى قائمة 100 مستفيد يستوفون الشروط المطلوبة من بينهم 40 مستفيد في المرحلة الأولى، إلى حين تعميم التجربة على باقي المربين الذين قدموا طلباتهم والذين تتوفر لديهم الشروط ويندرج هذا المشروع ضمن مخطط التجديد الريفي ودعم تربية الحيوانات الأليفة والذي أمضى عقود النجاعة في 14 ولاية من غرب البلاد من ضمنها ولاية سيدي بلعباس. الولاية تحولت إلى قبلة لإنتاج البطاطاالتجديد الريفي في واد سوف يحقق المعجزةأكد والي واد سوف صالح عيفاني أن سياسة التجديد الريفي في ولايته حققت المعجزة، وهي تستحق الدعم بكل الوسائل لا سيما بعدما تحولت المنطقة رائدة في انتاج البطاطا، حيث أضحت تغطي 28 بالمائة من الإنتاج الوطني وأثنى الوالي على فلاحي المنطقة لا سيما منهم الشباب ، مؤكدا أنهم تحدوا الطبيعة الصعبة للوادي من أجل ولوج قطاع الفلاحة بالرغم من النقائص الموجودة في الميدان من مسالك فلاحية وإنارة ريفية ” وهذا ما يدفعنا إلى دعمهم أكثر بالنظر إلى ما ينتجونه وبالنسبة كذلك للإنتاج الوطني، ففي سنة 2012 أعطتنا الأراضي الفلاحية المستغلة 12 مليون قنطار من البطاطا، وفي عام 2013 تم إنتاج 15 مليون قنطار، وهو ما يستحق منا تدعيما بكل الوسائل.ومن بين إجراءات الدعم المسجلة برمجة فتح بنك جهوي لبنك التنمية الفلاحية بالواد بحسب تعليمات الوزير الأول كما سيتم إنشاء فروع له على مستوى دائرة سي العربي ودائرة رقيبة.كما تم اقتراح إنشاء 8 محيطات فلاحية جديدة للشباب الراغب في الاستثمار في مجال الفلاحة ، وتتربع هذه المحيطات على 3800 هكتار مما سيجعل المستفيدين منها يناهزون 700 مستفيدا وقد أكد والي الوادي في هذا السياق انه تحديد السداسي الأول من العام الحالي آخر اجل لتطهير العقار الفلاحي وتنظيم المساحات الفلاحية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)