شهدت أمس شوارع مدينة عنابة انتشارا كبيرا للطاولات العشوائية التي غزت الأرصفة ورسمت لوحة عكست أبشع صور ظاهرة التجارة الموازية حيث ألقت هذه الأخيرة بظلالها على أغلب شوارع المدينة نذكر منها شارع الشهيد بوخطوطة حسين، الحطاب، الأمير عبد القادر، عسلة حسين، ديدوش مراد، شارع القدس وغيرها من الشوارع المعروفة بكثرة استقطاب ظاهرة التجارة الفوضوية الممارسة من طرف بعض الشباب على الأرصفة والطرقات من خلال وضعهم لطاولات حديدية وعلب كارتون على الأرصفة بطرق عشوائية، بل هناك منهم من اتخذوا من قارعة الطريق فضاء لهم وراحوا يجوبون شوارع المدينة بعرباتهم المحملة بمختلف المواد الإستهلاكية على غرار الخضر والفواكه أو الحلوى وحتى لوازم الهواتف النقالة ومواد التجميل والعطور وغيرها من المواد في صورة يندى لها الجبين نظرا لما تخلّفه الظاهرة من عواقب تهدد صحة المستهلك وتجعله عرضة لأخطار جمّة باعتبارها بعيدة بشكل كلي عن شروط الحفظ الصحي المعمول بها، كما أنها تؤول في الكثير من الأحيان بالمساهمة في تردّي الأوضاع وتشويه المنظر الجمالي للأحياء إضافة إلى عرقلة حركة السير سواء بالنسبة للمركبات باعتبار أن البعض من هؤلاء الباعة يتخذون من قارعة الطريق فضاء لهم لممارسة تجارتهم أو على الأرصفة التي اكتظت هي الأخرى بالطاولات العشوائية المعيقة لتحركات المواطنين مما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة المكلفة بمحاربة الظاهرة السيئة ووضع حدّ لها قبل خروج الأوضاع عن السيطرة، ومن جهة ثانية فقد استفحلت هذه الظاهرة في وقت شدّدت فيه السلطات المحلية على ضرورة القضاء على جميع أنواع التبادلات التجارية المقامة بطرق غير شرعية مع تطهير الأرصفة والأحياء من الطاولات العشوائية التي صارت تمثّل الطابع الأساسي لشوارع مختلف البلديات كسيدي عمار والحجار والبوني وبرحال إضافة إلى وسط مدينة عنابة كذلك مما جعل العناصر الأمنية لولاية عنابة تشن في وقت سابق حملة واسعة النطاق جاءت عن طريق تكثيف تواجد أصحاب البزة الزرقاء بجميع الأماكن العمومية والفضاءات التجارية بالولاية مما أسفر عن حجز مجموعة من السلع الاستهلاكية التي كان يروج لها الباعة بأسعار زهيدة إضافة إلى بعض المواد الأخرى كالعطور والهدايا، فضلا عن إخلاء العديد من نقاط بيع الخضر والفواكه لأصحاب العربات التي تجوب وسط المدينة، غير أن مسلسل التجارة الفوضوية عاد للظهور من جديد خلال الآونة الأخيرة مجسّدا صورا تعكس سلوكه منعرجا مخيفا يستلزم تكثيف كافة الجهود للقضاء عليه.منحرفون يتخذون من الظاهرة وسيلة للقيام بممارسات شنيعة
كشفت مصادر أمنية ل»آخر ساعة» بأنه قد تم تسجيل العشرات من حالات الإعتداءات والسرقات بمختلف أنواعها من طرف بعض المنحرفين الذين اتخذوا من ظاهرة التجارة الموازية سبيلا لهم للقيام بأفعالهم السيئة والإطاحة بفرائسهم دون لفت الإنتباه، وقد أكدت ذات المصادر بأن المصالح الأمنية قد نجحت في الإطاحة بعدد من اللصوص الذين باتوا ينتهجون طرقات مغايرة في عملياتهم من أجل إبعاد الشبهات عنهم، خاصة وأنهم أضحوا يحملون في أيديهم سلعا لاستقطاب الزبائن كمعدات الهواتف النقالة والعطور والحلوى بينما يستغلون كثرة الحركة للإحتكاك بالمواطنين وسلبهم أغراضهم دون لفت الإنتباه منتهزين بدورهم فرصة نقص الرقابة في بعض الأماكن وانعدامها بشكل كلّي في نقاط أخرى سواء بوسط المدينة أو بأحياء مختلف البلديات للقيام بأفعالهم الشنيعة، هذا وقد ذكرت ذات المصالح بأنها نجحت خلال الآونة الأخيرة في الإطاحة بعدد من هؤلاء المنحرفين وتم اتخاذ كافة التدابير القانونية اللازمة في حقهم بعد أن زرعوا الرعب وسط المدينة وكانوا سببا في جملة من الإعتداءات والمشاجرات التي ذهب ضحيتها عشرات المواطنين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وليد سبتي
المصدر : www.akhersaa-dz.com