الجزائر

التجارب .. ترياق المناعة



الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها يوم 12 ديسمبر تعتبر خطوة إلى الامام من أجل التغيير والاصلاح والتجديد لنظام الحكم في بلادنا بحثا عن الكفاءة والنزاهة والفعالية والقدرة على الوفاء بالوعود والاستجابة للمطالب الشعبية الكثيرة واحل المشاكل الحالية التي تمس كل القطاعات والمجالات تقريبا والتصدي للمشاكل والصعوبات المستقبلية بتجنيد كل الامكانيات المادية والبشرية المتوفرة في بلادنا الغنية بثرواتها الفقيرة في مجال التسيير والتحكم المريضة بالفساد السياسي والمالي الذي عرقل مسيرة التنمية وكرس التخلف والتأخر واليأس والقنوط لدى شريحة كبيرة من المواطنين خاصة الشباب الذين يعانون من التهميش والبطالة والبيروقراطية والمحسوبية. إن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحمل رسالة الحراك السلمي ويؤمن بالتغيير والتطوير والتحديث والعصرنة وينظر الى المستقبل ويتصرف وفق معطيات العصر الحاضر وما فيه من تحولات في مختلف الميادين من علم ومعرفة وتكنولوجية ويستند على حكومة لها برنامج مدروس ومعد بإتقان قابل للتطبيق ولها القدرة الكاملة على تجسيده وانجاز المشاريع المقترحة والمسجلة في آجالها المحددة وفق المعايير والمواصفات التقنية المطلوبة ولهذا يجب أن يتم اختيار الحكومة واعضاءها من وزراء وغيرهم من بين أحسن الاطارات والكفاءات الوطنية إذا أردنا النجاح في مسعانا نحو الرقي والتقدم وبناء دولة قوية وأن نتخلص نهائيا من إرث الماضي الثقيل وكل المخلفات السلبية للنظام القديم وذلك ليس بالأمر الهين. فالعوائق كثيرة والميراث ثقيل بلا شك ومن ذلك طريقة اختيار المسؤولين والتعيين في المناصب العليا في الدولة التي كانت تتم عن طريق الولاء والانتساب الى الجهات والاحزاب والمنظمات والوساطة وحتى التزلف والتقرب وفي اطار الحصص والتوازن الجهوي وكلها معايير خاطئة كانت نتائجها سلبية على الدولة والمجتمع والتنمية في الوطن وأدت الى تكريس الفساد الذي وانتشاره في كل مفاصل الدولة مثل السرطان القاتل. لقد بدأ التسابق على تأييد المترشحين للانتخابات الرئاسية وفتح المداومات للقيام بالحملة الانتخابية لصالحهم وهذا الفعل لا يتم مجانا لوجه الله فلكل شيء ثمن سواء كان مقدما أو مؤخرا وقد اعتدنا على وجوه معينة تظهر بقوة في هذه المناسبات وتجدد نفسها في كل مرة ولا تتعب ولا تمل ولا تشبع مهما اختلف المترشحون والمسؤولون وهنا لب المشكلة ومكمن الخطر الذي يهدد مشروعنا السياسي والحضاري الذي نأمل تحقيقه ولو كان هؤلاء الناشطون من الخبرة والكفاءة والنزاهة لسرنا وراءهم لكنهم يفتقدون لذلك ولا زاد لهم من العلم والمعرفة مما يتطلب التعامل معهم بجد مستقبلا وسد الابواب أمامهم . ولا بأس أن نشكرهم على المجهودات التي قدموها والدعم والمساندة لكن عليهم ان يعرفوا ان المسؤولية لمن يستحقها ويقدر عليها فالمسؤولية تكليف وليست تشريفا فطرد هذه العناصر المتسلقة وفتح المجال امام الاطارات التي لها امكانيات الاستشراف والتخطيط والتنفيذ هو الذي سيمثل الانتقال الحقيقي نحو غد أفضل لدولة جزائرية كافح من اجلها اجدادنا وحلموا بها وكانت أمنية غالية لديهم (...).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)