الجزائر

التجار المسيحيون في تلمسان القديمة



كان التجار المسيحيون يمثلون جالية أجنبية، مستقرة في مدينة تلمسان، ازدادت من حيث الأهمية والعدد، و التنظيم في القرن السابع الهجري،الثالث عشر الميلادي، و كان التجار المستأمن على روحه و أمواله، يخضع للسيادة المحلية، وإذا انتهى الأجل المحدد لإقامته، وأراد البقاء في المدينة يتحول إلى معاهد أو ذمي أي إلى أهل الذمة، من سكان مدينة تلمسان، يدفع الجزية(189).
وقد احتفظ التجار أيضا بجنسياتهم و معتقداتهم الدينية، و لهم كافة الحرية في بناء كنائسهم ومعابدهم، لأداء الشعيرة الدينية، و كانت إقامتهم وتنقلهم في المدن الزيانية، تخضع لمعاهدة بين دولهم و بين سلطان المغرب الأوسط، أما الذين لا توجد اتفاقية بين دولهم و سلطان تلمسان، فكان بإمكانهم الدخول تحت لواء دولة صديقة، وحتى من أستنفذ وقت المعاهدة، أمكنه تعاطي التجارة بحرية في ظل حماية السلطان(190)، ويبدو أن عددهم غير كبير، بحيث لا يزيد عن بعض العشرات من كل دولة، و إقامتهم في تلمسان و غيرها من مدن المغرب الأوسط، لم تكن دائمة، ولا يسمح لهم باصطحاب زوجاتهم معهم، كما لا يمكنهم الزواج من بنات دار الإسلام، فهذه الإجراءات لم تشجعهم على الإقامة الطويلة في المدن الإسلامية(191)، وكانوا يسكنون الفنادق، و لهم دكاكين ، يستأجرونها لبيع سلعهم(192)، وكانت الدولة تقوم بحمايتهم بصفتهم معاهدين، ولأن نشاطهم التجاري يعود على الدولة والخزينة بالفائدة، ولهذا كانت إقامتهم في تلمسان، تتسم بالهدوء والاطمئنان والأمن، وكان يدير شؤونهم مع السلطة المحلية ويدخل قنصل يتم تعيينه من قبل حكومته، يكون رئيس الجالية وحاكمها، ويمثل بلاده ويتمتع بحصانة دبلوماسية (193).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)