الجزائر

التاريخ لا يرحم.....الجلفة أكبر منكم .....و "عيب كل بلاد على رجالها"



لا يختلف اثنان في أن ولاية الجلفة تمتلك من المقومات ما تجعلها ولاية رائدة ، ذات جذب سياحي واقتصادي وتجاري وحتى صحي بكل ما تحمله هاته الصفات من معنى على الأقل نظريا، فإمكانياتها الطبيعية الكبيرة و موقعها الجغرافي الهام وتعداد سكانها المتنوع كلها عوامل تزيد من أهميتها واستراتيجيتها، إضافة إلى ما تملكه من كفاءات في مختلف المجالات كفيلة بإحداث الوثبة و النهوض بعاصمة السهوب، ورغم ذلك الجلفة تعيش المعاناة بل المأساة في العديد من الجوانب، فما السبب في ذلك؟ وأين الخلل؟"عيب كل بلاد على رجالها" هي العبارة الوحيدة التي ربما تختصر لنا المشهد بهاته الولاية التي طالما عانت من "عجز الثقة و جلد الفاجر" ، فلم تكن يوما إلا محطة لعبور الولاة والمدراء التنفيذيين الذين سرعان ما يحيط بهم "بطانة السوء" وأصحاب الشكارة و المال الفساد من أجل موضع قدم للحفاظ على مصالحهم وكسب المزيد من الريع والمناصب و الامتيازات في مختلف القطاعات بدء بالسكن والأشغال العمومية والتربية ووصولا إلى قطاع الري و الصناعة و قطاع الصحة "المريض" بل وحتى قطاع الشؤون الدنيوية...لتتلاشى بذلك صورة الوالي أو المسؤول في أعين المواطن الجلفاوي وتزيد من عمق هوة الثقة المفقودة منذ زمن بعيد.
سوء التسيير وابرام الصفقات المشبوهة وغياب الرادع واللاعقاب هي أبرز السمات التي تطبع مختلف هاته القطاعات التي تنام على الملايير ورغم صرفها في العديد من المشاريع إلا أنها سرعان ما تعود بالوبال على المواطن الجلفاوي الذي كان ولا يزال ينتظر استثمارا حقيقيا وليس مزيفا ل "سرقة الملايير" تحت مسمى انجاز مشاريع تنموية....دونما حسيب أو رقيب..وما المناطق الصناعية بالولاية إلا عينة من ذلك...
إذا كان رجال الأعمال و نواب البرلمان والمجالس الشعبية الولائية أدوات وآليات لمرافقة تطلعات الشعب والدفاع عن حقوقه إلا أن الجلفة ابتليت بمثل هؤلاء الذين حملوا اسمها "ظلما وزورا" في كثير من الأحايين، فلا مشاريع تنموية مميزة أنجزت و لا نتائج ايجابية حققت....ليتيه ساكنة الجلفة بين أحلام اليقظة و الوعود الكاذبة، والمحصلة الجلفة مشروع كبير للهدايا و البرانيس في نظر المسؤولين الوافدين عليها باستمرار...؟؟
سياسة فرض الأمر الواقع وعدم وجود نخب فعالة تقود مطالب ولاية مليونية نحو الأمام وجعلها خارطة طريق أمام كل مسؤول وافد للجلفة جعل من المتنطعين وأصحاب المصالح يتصدرون المشهد واختصار ما تأمله الجلفة في قضاء مصالح معينة على الرغم من أن المجتمع يرفضهم وبذلك تٌغيب الحقائق في دهاليز باعة الضمير و ضرب "الشيتة" والنفاق و قانون "حك تربح" بل وحتى من أولئك "ضعاف النفوس" ممن يريدون التغيير من وراء جدار خوفا من لعنة الوالي عليهم....فالتربية شاهدة على تلك الحقيقة المؤلمة ...
انتفاضة الجلفة عبر المسيرة البيضاء من أجل رفع التجميد عن مستشفى الأمراض السرطانية أبانت عن الوعي الذي يجب أن يتحلى به شباب الجلفة في عرض مطالبه رغم وجود بعض الناعقين بين الصفوف لإثارة الإشاعة من أجل لعق أحذية أسيادهم في تثبيط العزائم و تحييد الجميع عن هاته المطالب الرئيسية التي يجب أن تتحقق اليوم قبل الغد....لتفجع الجلفة وللمرة الألف بمثل هؤلاء المرضى الذين يتكاثرون يوما بعد يوم على قارعة الطريق وأمام أبواب المسؤولين ليعلنوا أن الجلفة بألف خير وأنهم أدرى بمصالحها من عامة "شعيب لخديم"...
أخيرا أما آن للجلفة أن تنزع عنها رداء "الشيتة" و تنتفض في وجه المغامرين بصورتها من حملة شعار "البرانيس والقشابية الجلفاوية" صناعة محضة في كسب ود الفاشلين من المسؤولين ....ألا فلتنتهوا فالتاريخ لا يرحم...ورحم الله من قال ""عيب كل بلاد على رجالها"..إن كان فيها رجال حقا؟؟؟.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)