الجزائر

التاريخ الناصع يؤسس للمستقبل المشرق..



أخذ ملف التعاطي مع الذاكرة الوطنية بعدا جديدا تجسد في المكاسب غير المسبوقة التي تم تحقيقها في هذا المجال، وذلك تجسيدا لالتزام وحرص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي جعل من ملف الذاكرة أحد أهم اهتماماته، حفاظا على تاريخ الأمة وعلى الهوية الوطنية.ولقد حرص رئيس الجمهورية في هذا الصدد على معالجة مختلف جوانب الذاكرة الوطنية بكل مسؤولية وحزم ليأخذ هذا الملف بعدا جديدا، وهو ما تجسد من خلال القرارات العديدة التي تم اتخاذها خلال السنوات الأخيرة.
وقد أخذ ملف الذاكرة حيزا هاما من اهتمامات الرئيس تبون الذي أكد في عدة مناسبات على ضرورة إيلاء العناية اللازمة للذاكرة الوطنية، خاصة ما تعلق بتخليد رموز الثورة التحريرية، اعترافا ووفاء لتضحياتهم الجسام.
وقد تجلت مساعي الحفاظ على الذاكرة الوطنية أيضا من خلال اعتماد الرقمنة التي حققت قفزة نوعية في مجال تحيين وعصرنة كافة الأنظمة المعلوماتية لقطاع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وربط كافة المؤسسات التابعة لها بالألياف البصرية لتبليغ القيم السامية للمجاهدين والشهداء ورسالتهم النبيلة.
وفيما يتعلق بكتابة التاريخ الوطني، تم طبع 150 عنوانا جديدا مصدرها الرئيسي الشهادات الحية للمجاهدين ومذكراتهم، فيما تم إنجاز 46 عملا سمعيا بصريا من صيغة الأعمال التوثيقية، إضافة إلى الإعداد ل18 فيلما مطولا وشرائط وثائقية موضوعاتية تتطرق إلى عدة جوانب من الثورة التحريرية المجيدة، من بينها 3 أفلام تاريخية مطولة تم عرض واحد منها بمناسبة الذكرى ال69 لاندلاع الثورة التحريرية والمتعلق بقائد الولاية التاريخية الثانية زيغود يوسف.
وبخصوص استخدام الرقمنة في مجال حماية الذاكرة، تم إطلاق المنصة الرقمية التاريخية «جزائر المجد» وتطبيق الهاتف النقال «تاريخ الجزائر 1830-1962» الذي يسمح بالاطلاع على مراحل التاريخ الوطني ومعطياته بمنهجية وأسلوب راق ومبسط لتبليغ رسالة الجهاد والكفاح إلى كل الشباب الجزائري.
كما تم خلال سنة 2023 تنظيم العشرات من الملتقيات العلمية والندوات التاريخية وإحياء المناسبات التاريخية على المستويين المحلي والوطني وتكريم المجاهدين وأرامل الشهداء، وهذا حرصا على إيلاء كل الرعاية والعناية لهذه الفئة وتسخير كافة الوسائل المادية والبشرية لتطوير المؤسسات تحت الوصاية وملحقاتها.
كما تجلى حرص السلطات العليا للبلاد على صون الذاكرة الوطنية من خلال تأسيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية بهدف الحفاظ على الروابط المتينة بين الجزائر وأصدقاء ثورتها وتكريس القيم الإنسانية والتضامن لدى جيل ما بعد الاستقلال.
وكانت اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة قد اجتمعت، شهر نوفمبر الفارط بقسنطينة، مع نظيرتها الفرنسية وتم الاتفاق على جملة من النقاط تتعلق على وجه الخصوص باسترجاع الأرشيف والممتلكات المنهوبة ورفات رجال المقاومة.
وفي مجال الأرشيف، تم الاتفاق على تسليم مليوني وثيقة مرقمنة خاصة بالفترة الاستعمارية و29 لفة و13 سجلا، ما يشكل 5 أمتار من الأرشيف المتبقي الخاص بالفترة العثمانية، أي ما قبل 1830.
كما اتفق الجانبان على مواصلة إنجاز بيبليوغرافيا مشتركة للأبحاث والمصادر المطبوعة والمخطوطة عن القرن ال19 من أجل نشر ورقمنة وترجمة الأهم منها إلى العربية والفرنسية والعمل على استرجاع ما يمكن استعادته، بالإضافة الى مواصلة إنجاز كرونولوجيا الجرائم الاستعمارية خلال القرن ال19.
وفي المجال العلمي والأكاديمي، تم الاتفاق على تنفيذ برنامج تبادل وتعاون علمي يشمل بعثات طلابية وبحثية جزائرية إلى فرنسا وفرنسية إلى الجزائر للاطلاع على الأرشيف مع رفع العراقيل الإدارية الفرنسية أمام الباحثين الجزائريين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)