لا يستقيم لباحث بحثُه، ولا لناظرٍ نظرُه، ولا لمجتهدٍ اجتهادُه حتى تكون له قواعدُ عقليةٌ، ومعالمُ منهجيةٌ، ومبادئُ منطقيةٌ يقوم على أساسها نظرُه، وينطلق منها تفكيرُه، ويسير على هديها بحثُه واجتهادُه.
والنظرُ في التأويلات المعاصرة للنص القرآني هو نظرٌ تحفُّه المُشكلات من جهاتٍ عديدة، وتتضارب فيه الرؤى وتتداخل المفاهيم وتتجادل المذاهب والفلسفات، لاسيما أن أركانه المؤسسة لإشكاليته هي الخطاب القرآني، واللغة، والعقل، والتأويل، وفي كل منها مذاهب في القول ومسالكُ في النظر لم تزل موضع تجاذب وتجادل على امتداد التاريخ.
لذلك، أرى أنّ أفضل المداخل لمعالجة هذا الموضوع هو النظر الفاحص المدقق في حقيقة هذه المفاهيم الأربعة، لا من حيث دلالاتُها اللغوية، ولا معانيها الاصطلاحية، ولكن من حيث فلسفتها الوجودية التي تتصل بالماهية والكيفية والغاية؛ لأن بناء البحث على جملةِ مبادئَ يرجح الظن بإمكان التوافق عليها يسهّل على الباحث السير به على أرض ممهدة المسالك، والوصول في آخره إلى نتائجَ جديرةٍ بالإقناع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد المالك بومنجل
المصدر : فتوحات Volume 1, Numéro 2, Pages 137-165