لا شك أن التأويل حظي بمجال تداولي واسع النطاق في بيئات متعددة بدءا من بيئة الفقهاء والمتكلمين لارتباطه بالخطاب القرآني المعجز، وبمساحات المجاز المتمددة في مفاصل البيان العربي ضمن مباحث "الحقيقة والمجاز"، والتأويل حسب ما جاء عند ابن رشد هو: "إخراج دلالة اللفظ من الدلالة المجازية إلى الدلالة الحقيقية". يعتبره شيخ المتصوفة ابن عربي "فعلا معرفيا لا ينفصل بتاتا عن اللغة". فبتتبع المسار التاريخي للخطاب الصوفي، نجده قد تعرض للعديد من الضغوطات والمضايقات، والتي بلغت ذروتها خلال القرن الثالث الهجري عند مصرع الحلاج، كما عاش هذا الخطاب ضربا من التهميش والتغييب. هذه الأزمة جرّت المتصوفة إلى محاولة خلق بديل خطابي لنتاجهم وإيجاد البدائل، لإعادة الاعتبار لهذا الخطاب وذلك بقراءة مرجعية وتأويلية لأن اللغة الصوفية لغة رمزية، مجازية، أما المعاني فهي باطنية خفية، سبيلها الإشارة والإيحاء. وعليه، فإن المفتاح الوحيد لإخراج هذا الخطاب من ركون الزوايا، وأصحاب الطرق هو مفتاح التأويل
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/01/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - لبصير سمراء
المصدر : Annales du patrimoine Volume 13, Numéro 13, Pages 87-102 2013-09-15