تأخذ بعض القضايا اللغوية موقِعًا أثيرًا في الكتابات الفكرية و الثقافية خلال عصرنا الحالي ، ومن بينها التحديات التي تواجهها اللغة العربية الفصحى، والمتأمل لهذه التحديات يرى مدى تجذرها في التاريخ ، فهي ليست وليدة اللحظة ، بل هي موغلة في القدم ، وهذا ما أكده الدكتور حسين نصار بقوله : "إن أكبر تحدٍّ واجهته العربية كان عندما أخرجها الإسلام من جاهلية غنية كل الغنى في الإبداع الأدبي فقيرة كل الفقر إلى حد الإملاق في الإنتاج العلمي، ثم ألقى بها في القرنين الثاني والثالث الهجريين في بحر زاخر من الحضارات ..وكل صنوف المعرفة التي ابتكرتها الأمم المتاخمة للجزيرة العربية كالفرس والروم والسريان والمصريين، والأمم البعيدة عنها كالهنود والصينيين والأتراك والبربر وشعوب أسبانية. ولكن العربية ثبتت لهذا التحدي بفضل ما بثه الإسلام في العرب من رغبة في المعرفة وسعي في طلبها وطموح وعزم وتخطيط وتنفيذ وتعاون مع غير العرب من أبناء الشعوب العارفة باللغات الأجنبية... فصار ما كتبه هؤلاء المفكرون والعلماء منذ القرن الثالث نبراسًا استضاءت به شعوبُ العالم القديم. لا يستطيع أن ينكر ذلك إلا منكر لعقله، منكر لشمس النهار الصحو، منكر لتاريخ الإنسان وتطوره الحضاري" ، و ها هي اليوم تواجه محاولات للتغييب عن ساحة الثقافة و الفكر و الإعلام ، فما هي الجذور التاريخية هذه المحاولات ؟ و ما علاقتها بالاستشراق و المستشرقين ؟ و هل أسهم المستشرقون في إنصاف اللغة العربية الفصحى دراسةً و تأليفا ؟ أم أن دراستهم للغة العربية كانت عبارة عن آراء مجحفة تستهدف محاربة كيانها ووجودها ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/01/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد عيساوي
المصدر : تاريخ العلوم Volume 4, Numéro 7, Pages 300-317