الجزائر

التأثير السياسي والإداري للمهاجرين الأندلسيين في تلمسان خلا ل القرنيين السابع والثامن الهجريين 13 -14م



بدأ تيار الهجرة الأندلسية الجماعية إلى بلدان المغرب الإسلامي عندما داهم النصارى الأسبان مدن الأندلس مهدداً وجود العرب المسلمين فيها محتلاً مقاطعاتهم الواحدة تلو الأخرى خلال النصف الأول من القرن السابع الهجري,الثالث عشر الميلادي وبخاصة بعد هزيمتهم في موقعة العقاب الشهيرة 609 ه / 1212 م.
وما أن انتصف هذا القرن حتى حلت الكوارث الكبرى بمدن الأندلس، وبدأ سيل المهاجرين يتدفق وأخذوا يركبون البحر في أفواج مهاجرة وحركة دامت أياما وشهورا و سنينا ونزلت بمدن المغرب الإسلامي كافة,
حيث لم يقتصر استقرارهم في إقليم معين بل انتشروا بكامل أقاليمه من مراكش غربا إلى طرابلس شرقا.
و نالت بلاد المغرب الأوسط وبخاصة عاصمتها تلمسان نصيب من هولا المهاجرون فاستقروا في أرباضها وضواحيها واستقر الجزء الباقي في وهران وقسنطينه وغيرها من مدنه وازدادت أعدادهم أواخر القرن الثامن وبداية التاسع الهجريين ,.الخامس عشر الميلادي عندما اشتدت وطأة النصارى الأسبان على بقايا المسلمين في مملكة غرناطة إذ سقطت سنة 895 ه/ 1492 م فخرجت أعداد كبيرة صوب بلاد المغرب الإسلامي واستقرت في حواضره لقد شجعت الصلات القديمة بين الأندلس و المغرب الأوسط المتمثلة في انتقال الطلبة والعلماء والتجار بين العدوتين لطلب العلم والتدريس وممارسة التجارة والصيد على السواحل المغاربية والأندلسية إضافة إلى وجود قبائل وعشائر عربية وبربرية ذات أصل مشترك استقرت بالبلدين, في تسهيل انتقال هؤلاء الأندلسيون إلى مدن المغرب الأوسط للاستقرار فيها وبخاصة تلمسان.
وحرص ملوك بني زيان على إيجاد وتكوين الإطارات العليا النافعة, وتوفير العناصر التي يحتاجونها وبالتالي فقد شجعوا الأندلسيون للهجرة لبلادهم فتوافد العلماء والقضاة والفقهاء والأدباء ووجدوا ترحيبا كبيراً من ملوكها الذين جعلوا لهم مكانة مرموقة في قصورهم ومنحوا لهم المناصب والرتب العليا في الدولة فسيروها بكل جدية وقتدار وكانوا أهل لهذه الوظائف الكبرى فأسهموا مساهمة عظيمة في تطور النظام السياسي والإداري لهذه المنطقة طوال العهد الزياني.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)