التَّكاملُ المَعرفيُّ بين علُوم الشَّريعَة والعُلوم التَّجريبيَّة * العلوم الطِّبيَّة والصَّيدلانيَّة نموذجًا *

ثمَّةَ عِلاقَةٌ وتَزاوجٌ مَعرفِيٌّ، وتَلازمٌ وثيقٌ بين علُوم الشَّريعَة والعُلوم التَّجريبيَّة، خاصَّة العُلوم الطِّبيَّة والصَّيدلانيَّة منهَا؛ لأنَّها تخدُمُ وتنصَبُّ مَعَارفُهُمَا على جهةٍ مُشتركَة بينهُما. وفي طيَّات وثنَايا هذا البحث؛ تناولٌ لتأصيلٍ شرعيٍّ للعُلوم الطِّبيَّة والصَّيدلانيَّة، معَ التَّعريجِ لفكرَة التَّكامُلِ المَعرفيِّ الحاصِل بين التَّخصُّصَات العلميَّة، يختَصُّ منها علمُ الفقه والعَقيدة، وعِلْمَا الطِّب والصَّيدلَة، وهذا تماشيًا وتَكييفًا معَ منهَاج التَّدريس في مؤسَّسات التَّعليم العالي ومتطلَّبات العصر، كَذا التَّعرُّض لفكرَة الجَمع بين الاختصَاص الطِّبي والفقهي، وتفصيلٍ لبعض ما تَحملُه تِلكَ المَعَاني من فائدَة هذا الجمعِ في منَاهج التَّدريس، وآليَّات تطبيقِ ذاكَ التَّكَامل المَعرفيّ. وهذا للَّذي يَعودُ على الفقيه والطَّبيب والصَّيدلانيِّ من زيادةٍ للملَكَةِ العلميَّة لهُ، معَ التَّطلُعِ الدَّائم لمُختَلف العُلوم. خاصَّة وأنَّ مُتطلَّبات العَصر تَفرضُ علينَا مثل هذه المبَادرات، الَّتي تخدُم مكَانة علُوم الشَّريعَة في حيَاة الأمَّة، وبالخصُوص الطَّبقة المثقَّفة منهَا