التّشخيص الأدبي للّغة ودلالاته الحوارية في رواية: "الأسود يليق بكِ" لأحلام مستغانمي

شكّلت كتابات (أحلام مستغانمي) الرّوائية لَبِنة بارزة في صرح الرّواية الجزائرية المعاصرة، فقــــد كانت من أوائل المبدعين الّذين عملوا على تجاوُز الأشكال المونولوجية القائمة، والتّأسيس لكتابة مُتعدّدة الأصوات بخصوصيات فنّية جديدة، أبرزُها التّنوُّع الكلامي والأسلوبي الذي يجعل العمل الإبداعي مُنفتحا على خليـــــط من الأساليب واللُّغات الحاملـــة في طيّاتها أشكالا شتّى من صُوَر الوعي، ممّا مكّنها من التّحرّر إلى حدّ بعيــــد من سَطوة التّعبير المونولوجي والغنائية المفرطة. فقد عملت على إكساب شخصياتها أصواتا ذات قيمة لا تقـــــــلّ عن قيمة صوت المؤلِّف نفسِه. لقد حبلت رواية (الأسود يليق بكِ) بظواهر حوارية كثيرة منها التّهجين والأسلبة والسّخرية، وهي ظواهر أسهمت بشكل واضح في تشييد صورة اللّغة في الرواية، وفتح آفاق الحياة أمام الكلمة المُزدَوجة الصّوت المُتعدِّدة الاتّجاهات، لتأتي إلى باحة النّصّ الإبداعي محمَّلة بالأبعاد والدّلالات الحوارية العميقة، ومنفتحة على كلمات الغير ومواقفهم، تتفاعل فيها الرُّؤى والاتجاهات والمواقف الإيديولوجية المتباينة وأشكال الوعي الضّاربـــــــــة في عمق الوجود الإنساني.