البيض رابح يناشد المحسنين توفير دراجة تسهل عليه التنقل

 لم يكن يدري رابح عبد الكريم، (28 سنة) من سكان بلدية الرقاصة بالبيض، أن خروجه ذات يوم، منذ قرابة 8 سنوات لواد الموحدين لمزاولة مهنته المتمثلة في ملء الشاحنات بالرمال، سيتحول إلى بداية كابوس ينغص معيشته•   البداية كانت حوالي الساعة العاشرة صباحا من ذلك اليوم، عندما سقط عليه كهف من الرمال، فلقي زميله في المهنة حتفه على الفور وأصيب هو بإعاقة مستديمة بعد إصابة على مستوى عموده الفقري أفقدته إحدى فقراته• رحلة العلاج، أو بالأحرى العذاب، عاشها رابح بمرارة بعد فقدانه القدرة على الحركة تماما بنسبة 100 بالمائة، فكان وقوف والده معه رغم أنه هو كذلك بطال وإعانات المحسنين الدافع الذي بعث فيه الأمل لمواصلة الحياة• ورغم قساوة الوضع وضنك العيش وإثقال كاهله بمصاريف العلاج، التي تتجاوز شهريا الـ 9 ملايين سنتيم، والتي تبقى أهمها الحفاظات، إلا أنه بقي صامدا، وهو الإحساس الذي أوصله لنا ونحن معه بابتسامة عنوانها الصبر على قضاء الله•• مع الإشارة إلى أنه غير مسجل لدى الضمان الاجتماعي حتى يتمكن من استرجاع مصاريف الدواء الذي ينفقه، لأسباب لم يفهمها لا هو ولا أبوه لحد الساعة• وما حز في نفس رابح أنه، منذ إصابته، لم يغادر سريره، وعندما توجه والده إلى مديرية النشاط الاجتماعي بالبيض، من أجل الحصول على دراجة يخرج بها إلى العالم الخارجي ويلتقي الناس وهو المحبوس منذ أكثر من 8 سنوات، أكدوا له أنه غير معني بهذا النوع من المساعدات لأنه ليس طالبا ولا عاملا• وسألنا بمرارة ممزوجة بحرقة: هل فعلا لا يستحق الدراجة ليرى النور من خلالها، فلم يجد لدينا الإجابة التي حاولنا البحث عنها لدى مديرة القطاع، مخطارية داسي، إذ لم نعثر عليها في اليومين الماضيين لأنها كانت في  مهمة بولاية سعيدة حسب أمينة سرها• ورغم ذلك، شكر رابح المديرية على المنحة التي يتقاضاها والمقدرة بـ 4 آلاف دج• رابح يملك شهادة في الحدادة وأمنيته أن يفتح ورشة يشرف عليها، فهل فعلا لا يستحق دراجة لمزاولة هذا النشاط الذي يفهمه ويحبه• سؤال تبقى الإجابة عليه لدى القائمين على شؤون أمثال رابح وغيرهم من المنسيين•  بن هرقال محمد