البيروقراطية بوابة الفساد

عندما تعشعش آفة البيروقراطية في دواليب الإدارة بمختلف قطاعاتها ومستوياتها فإنها لا ”تفرخ” إلا صغار الفساد التي تكبر وتهاجر نحو ”محميات” لفساد أكبر وتهديد اقتصادي وسياسي واجتماعي وثقافي مرتبط بعضه ببعض، وفي المقابل فإن ”أعشاش” الفساد تحتمي بمظلة البيروقراطية فهما ”أختان” من ”الرضاعة الهدامة” التي تنخر جسم الأمة والمجتمع وتقعده عن الرقي والتقدم والرفاه والإنسانية.
وليت القائمين على ملف مكافحة الفساد الذي تسهر الدولة على تفعيله الأخذ بعين الاعتبار مثل هذه ”المنابع” التي تصب في بحيرة آسنة واحدة، فالبيروقراطي الذي يجر النار إلى قرص الفاسد يأخذ القاطرة إلى نفس الوجهة سواء قبض مقابلها أم لم يقبض.
نقول هذا لأن الطرح الذي كشفت عنه الوزارة الأولى عن طريق وزارة الداخلية في مناقشة ظاهرة البيروقراطية مؤخرا ووضع ممثلي الدولة بولايات الوطن تحت مجهر المفتشين يصب في خانة العلاج الواقي من انتشار عدوى أمراض ذات صلة، والأجدى في ذلك أن يتم اعتماد تقليد جديد ينقّط فيه المسؤول فإن أحسن يقال له أحسنت وإن أساء يقال له أسأت.