الجزائر - A la une

البويرة توّدع 2015 بقطاعات فشلت ورهان التقشف في المحك



البويرة توّدع 2015 بقطاعات فشلت ورهان التقشف في المحك
يجمع العديد من المراقبين لتطور واقع التنمية المحلية بولاية البويرة والكثير من سكانها على أن سنة 2015 وحصيلتها في مختلف القطاعات لم تعكس المقومات الطبيعية والاقتصادية التي تزخر بها الولاية، وما عرفته من دعم حكومي تجسد في إنزال وزاري هام، ليتجسد ذلك في واقع تنموي شامل يرضي المواطن البويري، وينهي مسلسل أحلامه المؤجلة.بل عجزت تلك القطاعات المرتبطة أساسا بالسكن والشغل والمرافق الأخرى في تجسيد حقوقه البسيطة التي أصبحت أحلاما وفتيلا للكثير من الاحتجاجات طيلة السنة المنقضية، ليبقى الرهان على استقبال سنة جديدة عنوانها تنمية محلية مستدامة، وواقع اجتماعي واقتصادي أفضل. منتخبون غرقوا في الصراعات الحزبية والمتابعات القضائيةلعل أول أداة لتحقيق التنمية المحلية وتلبية تطلعات المواطن البسيط هي المنتخب المحلي، غير أن ذلك لم يتحقق في ولاية البويرة، فبدل أن ينشغل الكثير من المنتخبين في فك ألغاز الواقع المعيشي لمنتخبيهم بما يحسن من الخدمات المقدمة في مختلف القطاعات، راحوا يغوصون في الصراعات الضيقة على المصالح الحزبية والشخصية، مما أدخل الكثير من البلديات في انسدادات غير مباشرة، عطلت تجسيد المشاريع التنموية المسجلة، كما وجد الكثير منهم أنفسهم أمام أروقة المحاكم، سواء بسبب سوء التسيير والفساد أو قانون الصفقات الذي يعتبرونه مقيدا لتحركاتهم، حيث تعتبر البويرة من أكثر الولايات التي عرفت عدم استقرار بلدياتها ومتابعة رؤسائها ومنتخبيها قضائيا. شبكات الغاز والماء والطرق، أحلام مؤجلة بعديد القرىلا يزال سكان العديد من القرى والمداشر بالبويرة يعانون من التهميش والإقصاء، إضافة إلى قساوة الطبيعة فيما يتعلق بظروف حياتهم اليومية، حيث بقيت مطالبهم بإيصال الغاز الطبيعي والماء الشروب وكذا تهيئة الطرقات وفك العزلة عن الأرياف مجرد وعود حبيسة أفواه المسؤولين، بالرغم من عديد الاحتجاجات التي شنوها في هذا الخصوص، وبالرغم من توفر الولاية على الإمكانيات المالية والطبيعية كالسدود الثلاثة، إلا أن العطش والبرد والتهميش لم تجد لها حلولا، ليبقى السكان يعانون مع رحلة الشتاء والصيف وما يواجهونه من متاعب نغصت يومياتهم، حيث تعزل قرى عن أخرها كتلك المتواجدة بجبال جرجرة بحيزر وأيت لعزيز، وديرة وسور الغزلان. السكن قنبلة موقوتة تنتظر التفكيكبالرغم من عديد المشاريع السكنية المجسدة بولاية البويرة، والتي قضت على بعض الأحياء القصديرية والسكنات الهشة بالولاية، إلا أن هذا القطاع لا يزال عاجزا عن استيعاب الطلبات الهائلة على مختلف الصيغ، فكان هذا القطاع بجدارة فتيل الكثير من الاحتجاجات وقنبلة موقوتة في العديد من البلديات التي كانت مسرحا للعديد منها كمكتتبي "عدل" بكل من عين بسام والأخضرية أو عينوش حجيلة،كما أن الغموض لا يزال يكتنف العديد من المشاريع المنتهية دون توزيعها من طرف المسؤولين المحليين، وهو ما أجبر والي الولاية على حثهم بضرورة الإسراع في العملية بداية السنة الجديدة، في انتظار إيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تعترض تجسيد المشاريع الأخرى كالوعاء العقاري الفلاحي ومؤسسات الإنجاز المؤهلة. شطر البويرة من الطريق السيار.. هاجس مستعمليهأصبح مقطع البويرة من الطريق السيار شرق غرب يعرف بمقطع الموت أو المعاناة لما تسبب فيه من بطىء في الأشغال الجارية، والتي أسقطت وعود وزير الأشغال العمومية بتسليمه نهاية 2015 في الماء، من حوادث مرور مميتة بوأت في حصيلتها الولاية المراتب الأولى وطنيا في عدد الوفيات عن جدارة، ناهيك عن الازدحام المستمر وما يشكله من معاناة مستعملي هذا الشطر يوميا، خاصة على مستوى الجباحية والأخضرية، وهي العوامل المرشحة للاستمرار في ظل صعوبة المنطقة وتضاريسها التي صعبت من عملية التدخل وإعادة التهيئة من جديد، وهو ما يحتم الإسراع في توفير كل الإمكانيات وإيجاد حلول للنقاط السوداء في كل من منحدر الجباحية وجسر واد الرخام حيث يعرفان انزلاقات ترابية مستمرة. مناطق صناعية على الورق واستثمار واعد في الأفقتتوفر الولاية على عدة مناطق صناعية ونشاطات كواد البردي وعمر محطة، إلا أنها بقيت دون تطلعات السلطات الولائية وشباب المنطقة في خلق فرص استثمار حقيقية تدفع بعجلة الاقتصاد المحلي وتقلص من البطالة بها، حيث عجز الكثير من المستثمرين حسب شكاويهم المتعددة في تجسيد مشاريعهم بسبب غياب الدعم والمرافق الضرورية كالكهرباء والغاز، مما حال دون الرقي بتلك المناطق إلى خلق نشاط استثماري حقيقي بالرغم من المقومات التي تتوفر عليها الولاية كالموقع الاستراتيجي القريب من العاصمة وشبكات الطرق المختلفة البرية والحديدية، وهو الأمر الذي دفع بالسلطات إلى إعادة التفكير في واقع الاستثمار المحلي، فباشرت حملة استرجاع الوعاء الصناعي غير المستغل مقابل تشجيع الاستثمار الحقيقي وفي جميع القطاعات منها الفلاحية وتذليل الصعوبات التي تواجهه، على أمل تواصل تلك الوتيرة ومضاعفتها العام المقبل بما يحقق للولاية مكانتها الريادية المستحقة في هذا المجال وتطلعات شبابها البطال باستقطاب مستثمرين كبار على غرار مصنع السيارات "إيفكو" الذي تم الاتفاق على إنشائه بالولاية سنة 2016. ... ركود ثقافي وتقهقر رياضي مستمرعاشت البويرة خلال 2015 مرحلة ركود ثقافي لا نظير له مقارنة بالسنوات الفارطة، تجسد ذلك في غياب العديد من المهرجانات والمظاهر الثقافية التي كانت تزخر بها الولاية، باعتبارها فسيفساء ثقافية من حيث التنوع والزخم، ليتم الاكتفاء ببعض النشاطات الموسمية أو الانفرادية المحتشمة بالرغم من الدعم المرصود لهذا القطاع، كما أن واقع السياحة بالولاية بقي عاجزا على تصدير مكنوناته وترويج ثرائه المتمثل في المناطق السياحية الساحرة كمنطقة تيكجدة واستقطاب جزء من الاهتمام السياحي الداخلي والأجنبي، ليكون عامل دعم اقتصادي وباعث نشاط ثقافي يعكس غنى المنطقة في هذا الجانب، أما الرياضة فلا تكاد يعبر عنها بالولاية إلا بفرق كرة القدم، والتي إن كثرت وتعتبر من أعرق النوادي وطنيا، فهي تعيش تقهقرا من حيث نتائجها وتمثيلها في مختلف الرابطات لهذا الموسم على غرار فريق سور الغزلان الذي كان ينشط ضمن الكبار في القسم الوطني الثاني، ومولودية البويرة وبصفة أقل فريق اتحاد الأخضرية الذي يبقى وحده يصارع البقاء ضمن القسم الوطني الثاني للهواة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)