الجزائر


البويرة
بالرغم من احتفال الجزائر باليوم العالمي ضد عمالة الاطفال منذ ايام قليلة فقط اين اكدت على توسيع نطاق الحماية الاجتماعية للقضاء على عمالة الاطفال مع تشديد تطبيق القانون الذي يمنع تشغيل القصر واستغلالهم إلا ان ظاهرة عمالة الاطفال تعرف انتشارا رهيبا عبر مختلف ولايات الوطن خاصة خلال العطلة الصيفية و شهر رمضان الكريم مثلما هو الشأن لولاية البويرة.واصبحت عمالة الأطفال على مستوى مناطق ولاية البويرة مثار تساؤل يطرحه المجتمع جراء استفحالها بالأسواق ومحطات الحافلات وشوارع المدن الكبرى خاصة و أن الظاهرة أخذت منعرجا آخر تم فيه إقحام أطفال في سن الزهور في مهن يؤديها الكبار وتتطلب جهدا مضاعفا للقيام بها، واستنادا الى بعض المعطيات فان الأسباب التي تقف وراء تفشي الظاهرة في أوساط هذه الفئة التي تقل اعمارها عن 14 سنة هي الحاجة و الفقر اللتان تدفعان بهؤلاء الاطفال إلى مزاولة نشاطات مهنية تدخل في نطاق سد رمق العائلة وإلا كيف يشتغل طفل صاحب العشر سنوات كنادل في مقهى أو مطعم.وفي هذا يأخذ الاستغلال منحى خطير حينما يأخذ نصيبا ماديا اقل من جهده والمتاعب التي تلاحقه كما أن النهوض باكرا للعمل في المقاهي يهضم حقوق الطفل المتمثلة في الراحة والنوم لمدة تكفيه للنمو السليم وتزداد نسبة العمالة عن الاطفال خلال فصل الصيف وكذا شهر رمضان اين تلاحظ و للوهلة الاولى الاعداد الكبيرة للأطفال الذين قصدوا عاصمة الولاية من مختلف البلديات المجاورة كبلدية حيزر، عين ألحجر الهاشمية و الاصنام و غيرها وهم يقفون تحت حرارة الشمس على الرصيف وهم يبيعون المطلوع و مختلف ثمار الاشجار و زيت الزيتون و حتى الديول و بعض الحلويات المنزلية معرضين انفسهم للعديد من الاخطارومن جهة أخرى وامام استفحال عمالة الأطفال فانه بات الزاما على الجمعيات المحلية دق ناقوس الخطر للوقوف عند حجم الظاهرة ودراستها اجتماعيا للحد منها فوق ارض الواقع الأمر الذي يجنب المجتمع آفات اجتماعية هو في غنى عنها وانطلاقا من ذلك فان إدراك الطفل العالم في سن صغيرة على مواجهة الحياة والظروف الصعبة قد تكون له سلبيات عديدة تدخل الطفل في محيط المخدرات والإدمان وحتى الجريمة حين يستغل من طرف شبكات معينة للسرقة والاحتيال وتجارة الممنوعات وذلك لكون العالم الذي أقحم فيه منذ الصغر بأغلب الأحيان يكون موبوء ويستدعي وقفة علمية تفرده بالدراسة لتلقي عليه الضوء للحد من تشغيلهم في سن مبكرة لأنهم بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة .وحول الإحصائيات المتوفرة حول الظاهرة فقد جاء في إحصائية المنظمة العالمية للطفولة الكائن مقرها في بروكسل البلجيكية انه سجلت في الدول العربية أعلى مستوى لها خصوصا في المغرب العربي تحتل صدارة البيانات بأزيد من 6 مليون طفل.وتشير الدراسة إلى أن عددا كبيرا من أرباب العاملين المستجوبين اقروا بعلمهم بانخراط الأطفال في مختلف الأعمال الشاقة لكن وللأسف لم يتم اتخاذ أي اجراء ردعي لاستفحال هذه الظاهرة وعليه فان الامر قد حان لوضع حد لعمالة الاطفال وتوفير لهم المناخ المناسب الذي يسمح لهم بالنمو السليم بعيدا عن مختلف الافات الاجتماعية انطلاقا من مبدأ طفل اليوم رجل المستقبل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)