البعد التداولي في الخطاب الصوفي كتاب الوصايا لابن عربي نموذجا

قامت القراءات النقدية للنصوص الأدبية في السنوات الأخيرة على خلفية الاستفادة من المبادئ وإجراءات الدرس اللساني اللغوي، فتأثرت بما يحصل فيه من تغير وتطور دائمين. فشهدت القراءات النقدية تأثرا بالمبادئ البنيوية التي أغرقت في عزل النص عن الظروف الخارجية، بل حتى عن مؤلفه بتبني مقولة" موت المؤلف"، ونتيجة لهذه الصرامة في عزل النص اتجهت القراءة النقدية – وبظهور النظرية التداولية في اللغة – نحو تحرير النص من هذه الصرامة في التحليل إلى الانفتاح عن أفق أرحب يضع في حسبانه تحليل نوايا المتكلم وقصده، والظروف المحيطة بإنتاج النص وتلقيه. وقد أجرى كثير من النقاد المقاربة التداولية على النصوص الأدبية سواء الشعرية منها أو النثرية، والشفوية أو المكتوبة المسرحية، والشعرية، والروائية،...الخ، وعنوان هذه الدراسة يندرج ضمن المقاربة التداولية للنصوص الصوفية، باعتبارها تمتلك كل المواصفات النصية كغيرها من النصوص الأدبية الأخرى. وقد اعتمدت في انجاز هذه الدراسة على جملة من المصادر والمراجع أهمها: وصية بعنوان "كتاب الوصايا" لابن عربي ضمن كتاب رسائل ابن عربي تحقيق: محمد عزت، وكتاب "تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة" للدكتورة آمنة بلعلى، وكتاب "ابن عربي مولد لغة جديدة" للدكتورة سعاد الحكيم، إلى جانب مجموعة أخرى من المصادر والمراجع العربية والأجنبية والمترجمة.