الجزائر - A la une

"البعد التحرري" مرجع تألق الديبلوماسية الجزائرية




اعتبر السيد صالح بن القبي الديبلوماسي السابق، أن مرجعية أول نوفمبر في مجال النشاط الخارجي والقائمة على المبدأ التحرري سمحت للجزائر أن تتبوأ مكانة مرموقة على الصعيد العالمي وهذا على امتداد فترة طويلة أي منذ اندلاع الثورة المباركة إلى غاية يومنا هذا. مشيرا إلى أن المراحل التي عاشتها بلادنا خلال التسعينات كانت من إيعاز أطراف عملت على إطفاء هذه الجذوة.. التي كانت تنير درب الشعوب المقهورة،.. التواقة إلى الحرية والانعتاق.هذه المرجعية الثورية حملها رجال أفذاذ أمنوا إيمانا قاطعا بالمثل العليا والمبادئ السامية للمهام المخولة لهم لدى المجموعة الدولية آنذاك سواء في الأمم المتحدة أو على مستوى الكتلتين الشرقية أو الغربية وتمكنوا بفضل ذلك الدهاء السياسي من كسب تأييد وتعاطف وتضامن العديد من البلدان التي كانت تجهل ما يجري في الجزائر بفعل الدعاية الفرنسية آنذاك.واستطاعت البعثات التي توجهت إلى الخارج من كسر الحصار الفرنسي الذي ضربته على الجزائريين. ونجحت في تحسيس الكثير من الزعماء بما يقوم به الاستعمار في بلادنا وأصيب الفرنسيون بالذهول والاستغراب عندما وقفوا على حقائق مثيرة لتغلغل العمل الديبلوماسي الجزائري في أعماق القرار السياسي لدى البلدان التي كان لها وزن على الساحة العالمية في تلك الفترة.. ورويدا .. رويدا شرعت الاعترافات تتوالى الواحدة تلو الأخرى.. وتيقن الاستعمار بأن الأوضاع فلتت من أيديهم كليا ولم يعد بمقدوره فعل أي شيء يسمح له بالمزيد من الكذب على تلك البلدان..هذا المنعطف يعد حاسما في مسيرة كفاح الجزائريين مما أدى إلى الشروع في بناء المؤسسات والتفكير جديا في مرحلة ما بعد الثورة أي الاستعداد لاستقلال الوطني وهذا ما كان بالفعل بدءا موقف اطلاق النار يوم 19 مارس 1961 الذي نحيي ذكراه هذا اليوم.ولابد من القول هنا، بأن الوفد الجزئري المفاوض حول اتفاقيات ايفيان لم يتنازل على شبر من البلاد كل المناورات الفرنسية أحبطت واصطدمت بمواقف وطنية نادرة إما كل الآراضي الشمال والجنوب والشرق والغرب أما مواصلة العمليات الحربية ففي كل مرة كان الفرنسيون يعودون إلى التشاور مع مسؤوليهم الذين لم يجدوا ما يقولون لهم سواء الموافقة على كل المطالب هكذا نجح الجزائريون في إجبار الفرنسيين على التوقيع وغادروا البلاد وهم يجرون أذيال الهزيمة.هذه الحيوية استمرت بقوة خلال فترة الاستقلال وهذا في السبعينات عندما استطاعت الديبلوماسية الجزائرية آنذاك بقيادة السيد عبد العزيز بوتفليقة أن تصنع الحدث السياسي والاقتصادي بامتياز وهذا باحتضان مؤتمرات دولية هامة كمؤتمر عدم الانحياز ومجموعة ال77، والأوبيك واصلاح ذات البين بين إيران والعراق واستقبال حركات التحرر الوطني التي تحصلت أو وقعت على وثائق استقلالها في الجزائر وخاصة الأفارقة وكذلك إدخال السيد ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة لالقاء كلمة وهو حامل غصن الزيتون في يده كعربون سلام.. هذا التوجه للدبلوماسية من خلال هذه العينات قاعدتها ذلك البعد التحرري الوطني الذي يعمل على صيانة القرار السياسي للشعوب وحماية سيادتها وحدودها ووحدتها الترابية.. والتي تتلخص في طرد الاستعمار.وللتاريخ فان الديبلوماسية تعززت وازدادت إزدهارا وتألقا منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى سدة الحكم وهذا بإعادة انتشارها وتمركزها عقب عشرية كاملة من الحصار غير المعلن.. وهذا بانتقاله شخصيا إلى العديد من العواصم الكبرى في العالم توجت كلها بتفهم كبير لوضعية البلاد آنذاك وفي زمن قياسي تحولت الجزائر إلى شريك هام في جل القطاعات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الكثير من البلدان كالشراكة الاستراتيجية مع روسيا.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن الإشكال بين اثيوبيا وإريتيريا سوي في الجزائر بين الرئيسين زيناوي وأفورقي كما كانت الجزائر على موعد للأشقاء العرب في القمة التي انعقدت في قصر الأمم...على خطى نوفمبروما فتئت الجزائر تخطر المجموعة الدولية بتهديدات الإرهاب كظاهرة عابرة للأوطان لكن هؤلاء ركبوا رؤوسهم معتقدين بأن العدوى بعيدة عنهم وبإمكانهم احتوائها وفي نفس الاتجاه حذرتهم من إسقاط الأنظمة بتلك الطريقة التي انهارت فيها المؤسسات بشكل كامل خاصة ماتلعق بحفظ الأمن وانتشار السلاح كماهو الأمر في عديد من البلدان في الوقت الراهن.وكان لابد من الإسراع في مرافقة الملف المالي والليبي انطلاقا من تحول منطقة الساحل إلى وكر للجماعات المسلحة التي هربت كميات هائلة من الأسلحة من ليبيا إلى نقاط عديدة في هذا الفضاء المترامي الأطراف.وهكذا التقى الماليون بالجزائر من أجل استتباب الأمن في كامل ترابهم الوطني خاصة في الشمال وبعد جولات من الحوار توصلوا إلى ضرورة توقيع اتفاق كتتويج سياسي لهذا المسار الشاق والمضني في آن واحد..ليعود السلم إلى كافة مناطق البلاد.. وكان هذا العمل محل إشادة عالمية التي رحبت به وأثنت على جهود الجزائر.. مباشرة جاء الأشقاء الليبيون إلى الجزائر من أجل التشاور حول مايجري في بلادهم من تدمير للمؤسسات وخلال يومين خرجوا بوثيقة إعلان الجزائر التي احتوت نقاط جوهرية منها إعادة بناء المؤسسات وفق قاعدة الاجماع ويتواصل هذا الحوار على صعيد آخر.هذا المجهود الجزائري يندرج في إطار مبادئ دبلوماسية تضرب بجذورها في تاريخ الثورة التحريرية والتي تستند إلى السلم والتعاون والتضامن وحسن الجوار يوميا تعطي لنا أمثلة حية وواقعية عن تتويجاتها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)