الجزائر

البطالة تحاصر يومياتي ولا أمل في الأفق اعترافات شاب من خميستي شارك في احتجاجات بواسماعيل



يروي أحد الشبان المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة لـ الخبر ، دوافع مشاركته في الحركة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة بواسماعيل التي تبعد بحوالي 3 كيلومترات، فقط، عن قريته المعروفة قدرة وكسكاس بخميستي الميناء في تيبازة.
يقول فاروق، 25 سنة، إنه وجد نفسه لا شعوريا وسط المتظاهرين في حي الباتوار الشعبي بوسط مدينة بواسماعيل، وهي المنطقة التي شهدت أشرس المواجهات بين قوات الأمن وجموع المتظاهرين.
تلقيت اتصالا من أحد أصدقائي المقيم في بواسماعيل في الليلة الثانية من الاحتجاجات، حيث طلب مني المتصل البقاء في المنزل وأخبرني بأن الليلة ستكون غير عادية، فلم أتمكن من البقاء في المنزل لأن الوقت كان مبكرا، وبحكم ضيق المسكن تعودت على السهر إلى أن ينام جميع أفراد الأسرة لأكون أنا الأخير الذي يغلق الباب وينام .. ولعلمكم فنحن عائلة تتكون من 8 أفراد تقيم في غرفتين لا تتجاوز مساحتهما 50 مترا مربعا، ولكم أن تتصوروا حالة أي شاب ينام مع أخواته البالغات في غرفة واحدة ..
يصمت قليلا ثم يتساءل: ماذا تنتظرون من شاب في سني يعيش في هذه الظروف ولا يملك قوت يومه طوال أيام السنة؟ ... أنا أعمل في البحر ولا يخفى عليكم أن هذه المهنة أصبحت نقمة علينا جميعا، فالصيد البحري لا يؤّمن لأصحابه سوى دخل ثلاثة أشهر فقط من السنة فيما نبقى نواجه أياما عصيبة في باقي أشهر السنة، إذ تأتي علينا أسابيع لا نجد فيها حتى 20 دينارا لشرب قهوة .
يتابع فاروق بنبرة يئس وقنوط لا أتمالك نفسي حينما أشاهد عائلتي تصارع معيشة ضنكى وأنا عاجز عن مساعدتها، أكاد أموت حينما أرى أختي الطالبة بالجامعة تذهب إلى معهدها وهي لا تملك أي دينار في جيبها.. فوالدي محدود الدخل وأنا الأكبر في العائلة.. لا أخفي عليكم أنني جربت جميع الطرق للكسب الحلال وطلب الحصول على تمويل في إطار تشغيل الشباب، غير أن ملفي تم رفضه . وأثناء مشاركته في الاحتجاج قال محدثنا في الليلة الثانية من المواجهات وعملا بنصيحة صديقي الذي أمرني بالحذر من الوضع المشتعل تسللت بين المزارع وتوغلت في الأحياء لأجد نفسي في شارع حمرات محمد الباتوار ، أتفرج على جميع من أعرفهم فشاركتهم في قطع الطريق ورشق عناصر الأمن بالحجارة لمدة ثلاث ساعات كاملة، بل دخلت في قلب معركة الكر والفر إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، ثم عدت إلى بيتي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)